للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان الخليل يقول: القياس باطل. فذكر ذلك للأصمعي، فقال: هذا أخذه عن إياس.

ومن قول الخليل في صفة بخيل:

كفَّاه لم تُخْلقا للنَّدى ... ولم يكُ بخلُهما بدْعَهْ

فكفٌّ عن الخير مقبوضَةٌ ... كما نقصتْ مئةٌ سَبْعَهْ

وكفٌّ ثلاثة آلافها ... وتِسْعُ مِئِيها شِرْعَهْ

وذكر عن شيوخ البصرة أن ابن المقفع اجتمع مع الخليل بن أحمد، فتذاكرا ليلة تامة، فلما افترقا سئل ابن المقفع عن الخليل، فقال: رأيتُ رجلًا عقلُه أكثرُ من علمِه. وقيل للخليل: كيف رأيتَ ابن المقفع؟ فقال: رأيتُ رجلًا علمُه أكثرُ من عقلِه.

وابن المقفع من أهل الأهواز. وقيل: إن ابن المقفع لما برع كان أبوه يقول: ابني هذا علمُه أكثرُ من عقلِه، ويوشك أن يكون ذلك سببًا لهلاكه. فكان قتله بسبب العهد الذي كتبه لعمر بن هبيرة، ثم العهد الذي عمله لعبد الله بن علي.

ابن أبي سعد قال: وحدثني عبد الرحمن بن نوح قال: لما صنع إسحاق بن إبراهيم كتابه في النَّغم واللحون عرَضه على إبراهيم بن المهديّ، فقال: أحسنت يا أبا محمد، وكثيرًا ما تُحسنُ. فقال إسحاق: بل أحْسَنَ الخليلُ؛ لأنه جَعَل السبيلَ إلى الإحسان. قال إبراهيم: ما أحسن هذا الكلام! فممن أخذتَه؟ قال: من ابن مُقبِل، إذ سمع حمامة من المطوّقات، فاهتاج لمن يحب، فقال:

<<  <   >  >>