للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسلَّمت عليه، قلت: يا أمير المؤمنين، أقول كما قال الأعرابي:

لا تَقْلُواها وادْلُوَاها دَلْوَا ... إنَّ مع اليوم أخاه غَدْوَا

قال أبو عثمان: فاستُبْردتُ وأخرِجت، ولم يُفهَم عني ما أردتُ. والقلْو أرفع السير، والدلْو أدناه. ثم دعاني بعد ذلك، فقال: أنشِدْني أحسنَ مَرثِيَةٍ للعرب. فأنشدتُه قصيدة أبي ذُؤيبٍ:

أَمِنَ المنون ورَيْبِها تتوجَّعُ ... والدَّهرُ ليسَ بِمُعْتبٍ مَن يجزَعُ

حتى أتيتُ على آخرِها. فقال: ليست بشيء. فأنشدتُه قصيدة مُتمِّم بن نُوَيرَة:

لَعمري وما دَهْري بتأبين هالكٍ ... ولا جَزَعٌ مما أصاب فأَوجعا

حتى أتيتُ على آخرها، فقال: ليست بشيء. فأنشدته قصيدةَ كعبٍ الغنوي:

تقول سُلَيمى: ما لجسمكَ شاحبًا ... كأَنك يحميكَ الطعامَ طبيبُ

قال: ليست بشيء. فأنشدتُه قصيدةَ ابن مناذر في عبد المجيد:

كُلُّ حَيٍّ لَاقِي الحِمَامِ فَمُودِي ... ما لَحيٍّ مُؤَمِّلٍ من خُلودِ

<<  <   >  >>