للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى أتيتُ على آخرِها، فقال: ليست بشيء. ثم قال: مَن شاعرُكم اليومَ بالبصرةِ؟ فقلتُ: عبد الصَّمد بن المعذّل بن غيْلانَ. قال: فأنشِدْنِي له. فأنشدتُه أبياتًا قالها في قاضينا ابن رياح:

أَيا قاضيةَ البَصْرَهْ ... قومِي فارقُصِي قَطْرهْ

وَمُرِّي برواشِنْكِ ... فماذا البَرْدُ والفَتْرَهْ

أراك قد تثيرين ... عَجاجَ القَصْفِ يَا حُرَّهْ

وتخديشك خَدَّيْكِ ... وتجعيدكِ للطُّرَّهْ

فاستحسنَها واستطيَبَها، وأمر لي بجائزةٍ، فكنتُ أَتَعَمَّلُ أن أتحفَّظ أمثالَها، وأُنشِده إذا وصلتُ إليه، فيصلُني. وكان أبو عثمان يقول بفضل الواثق، ونَقْص المتوكل.

وحدث ابن إسماعيل، وعون بن محمد الكندي، وعبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد، والطيّب بن محمد الباهلي -يزيد بعضهم على بعض-، فجئت بما اتفقوا عليه، وما افترقوا فيه، حتى كملت الرواية. قالوا: حدثنا أبو عثمان المازني قال: كان سبب طلب الواثق لي أن مُخارقًا غنَّى في مجلسه:

أَظُلَيْمُ إنَّ مصابَكُمْ رجلًا ... أهدى السلامَ إليكمُ ظُلْمُ

فغنَّاه مخارق: "إن مصابكم رجلٌ" فشايَعه بعضٌ، وخالفه آخرون. فسأل الواثق عمَّن بقِيَ من رؤساء النحويين، فذُكِرتُ له، فأمر بحمْلي إليه، وإزاحة عُذْري، فلما وصلتُ إليه قال: مِمَّن الرجل؟ قلتُ: من بني مازنٍ. قال: أمِن مازن تميمٍ، أم من مازن قيسٍ، أم مِن مازن ربيعةَ، أم من مازن اليمن؟ قال: قلت: من مازن ربيعةَ. قال لي: باسمُك؟ يريد: ما اسمُك؟

<<  <   >  >>