للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بقول الشاعر:

أَسْمَعَنِي عبدُ بني مِسْمَعٍ ... فصنتُ عنه النَّفسَ والعِرْضَا

ولم أُجِبْه لاحتقارِي به ... ومَن يعضّ الكلبَ إِن عَضَّا!

قال الأوارجيُّ الكاتب: حدثني العجْوزي قال: كنت يومًا عند أبي العباس محمد بن يزيد، وأتاه رجل على دابَّة على رأسه فرافقة، وعلى كتفه طَيْلسان أخْضَر، فلما رآه أبو العباس قام إليه فاعتنقه، فأكبر الرجل قيامَه إليه، فقال له: أتقوم إليَّ يا أبا العباس! فقال له أبو العباس:

أيُنكَرُ أن أقومَ إذا بَدَا لي ... لأكْرِمه وأعظِمَه هشامُ

فلا تعجبْ لإسراعي إليه ... فإنَّ لمثْله ذُخِرَ القيامُ

قال وأنشدني أيضًا قال: أنشدني أبو الحسن محمد بن عبدون الكاتب، عن المبرد:

لئن قمتُ ما في ذاك منِّي غضاضةٌ ... عَلَيَّ ولكنَّ الكريمَ مذلَّلُ

على أنها منِّي لغيرك هُجْنةٌ ... ولكنَّها بيني وبينك تَجْمُلُ

قال أبو بكر بن عبد الملك: كان المبرّد من أبخل الناس بكل شيء. قال: وقال أبو عبيدة معمر بن المُثنَّى: لا يكون نحويٌّ شجاعًا. فقيل له: وكيف؟ فقال: ترونه يفرِّق بين الساكن والمتحرك، ولا يفرق بين الموت والحياة! وقال المبرّد: وأنا أقول: إنه لا يكون نحويٌّ جوادًا. فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: ترونه يُفرِّق بين الهمزتينِ، ولا يفرّق بين سبب الغنى والفقر! يريد أن الإمساك سبب من أسباب الغنى، والعطاء سبب من أسباب الفقر.

<<  <   >  >>