للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وأخبرني بعض مَنْ أَثِق به أنه كان يقول: ما وضعتُ بحذاء الدرهم شيئًا قطُّ إلَّا رَجَح الدِّرهمُ في نفسي عليه. هذا مع سَعَة كان فيها ووُجْد.

قال: وكان ثعلب على مثل ما كان عليه المبرد في الإمساك، وفوقه في السَّعة، غير أن المبرد كان يَسأل سؤالًا صُراحًا، وكان ثعلب يُعرِّض ولا يُصرِّح. قال: ولولا أني أكره أن أكون عيَّابًا للعلماء خاصة لأخبرتك عنهما من الأخبار التي تزيد على أخبار محمد بن الجهم البرمكي، والكندي، وخالد بن صفوان، والأصمعي في الإمتاع. يقول هذا أبو بكر التاريخي، وهو مَن لم يأكل عند أحد من عصرنا شيئًا قط، ولا رآه أحد يأكل أو يشرب، ولقد كان -عفا الله عنا وعنه- ومعه في المنزل من أقاربه سكَّان، فسألناهم عن خبره في مأكله ومشربه، فذكروا أنه كان إذا أراد الأكل دخل البيت، وأخذ الماء معه، ورد الباب في وجهه، أو طرح السِّتر، فلا يعلم أحد منهم بشيء من أمره.

وأنشدنا أبو العباس المبرد لأبي الطَّمَحان:

أَضاءَتْ لهم أحسابهمْ ووجوهُهمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نظَّم الجَزْع ثاقبُه

ويقال للخرَز الجَزْع. ومُنْعَطَف الوادِي جِزْع.

قال ابن أبي سعد: قال لنا أبو موسى النحوي -وهو الحامض-: أخبرنا أبو يعقوب الضرير قال: كنا عند عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المُصعَبي على نبيذ، وحضرَنا محمد بن يزيد، فغنَّتْ قَينة هُناك:

يا أيُّها السَّدِمُ الملوِّي رأسَه ... ليقود من أهل الحجاز تَريما

<<  <   >  >>