عن قاضي الحرمين وتفقه عليه ابنه محمد الناصحي مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة ومن تصانيف تهذيب أدب القضاء للخصاف.
(قال الجامع) يأتي ذكر ابنه محمد في الميم وابنه الآخر يحيى في الياء.
[عبد الله بن علي] بن عثمان قاضي القضاة جمال الدين التركماني المارديني كان والده علاء الدين الشهير بابن التركماني وجده فخر الدين عثمان وعمه تاج الدين أحمد بن عثمان وابن عمه محمد بن أحمد بن عثمان كلهم فضلاء دهرهم أخذ العلم عن أبيه وحدث وصنف وأفتى ومات صباح الجمعة حادى عشر شعبان سنة تسع وستين وسبعمائة.
(قال الجامع) أرخ السيوطي ولادته سنة ٧١٠ وقال ولى قضاء الديار المصرية بعد أبيه ودرس بالكاملية وأفتى وصنف.
[عبد الله بن علي] أبو عبد الله تاج الدين المعروف بقاضي منصور ولد بسجستان سنة ٧٢٢ ونظم المختار فى الفقه والسراجية فى الفرائض وله البحر الجاري فى الفتاوي جمع فيه المذاهب للأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد مات سنة ثمانمائة.
(قال الجامع) ذكر صاحب الكشف أن البحر في الفتاوي لتاج الدين عبد الله بن علي البخاري المتوفى سنة ٧٩٩ انتهى.
[عبد الله بن المبارك] أبو عبد الرحمن المروزي ولاد سنة ثمان عشرة ومائة وهو مولي لرجل من حنظلة وأمه خوارزمية وأبوه كان تركيا صاحب أبا حنيفة وأخذ عنه علمه نظر إليه أبو حنيفة وسأله عن بدء أموره فقال كنت جالساً مع إخواني في البستان فأكلنا وشربنا إلى الليل وكنت مولعاً بضرب العود والطنبور ونمت سحراً فرأيت في منامي طائراً فوق رأسي على شجرة يقول {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} قلت بلى فانتبهت وكسرت عودي وحرقت ما كان عندي فكان هذا أول زهدى وفي الجواهر المضية اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى ومحمد بن الحسن ومحمد بن النضر فقالوا اجلسوا حتى نعد خصال ابن المبارك فقالوا جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والزهد والفصاحة والورع وقام الليل والعبادة والسداد في الرواية وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه روى له الجماعة وكان ثقة حجة مات بهيت منصرفه من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة وصنف الكتب الكثيرة.
(قال الجامع) قد وصفه الأئمة فقال أو اسامة ما رأيت أطلب للعلم من ابن المبارك وقال ابن مهدي الأئمة أربعة الثوري وحماد بن زيد وأن المبارك مالك: وقال شعبة بن حرب أني لأشتهى من عمري كله أن أكون سنة واحدة كابن المبارك فما أقدر أن أكون وثلاثة أيام وقال شعيب ما لقي ابن المبارك رجلا إلا وهو أفضل منه وقال أحمد لم يكن في زمانه أطلب له منه جمع أمراً عظيما وكان رجلا صاحب حديث حافظاً وكان يحدث من كتاب وقال شعبة ما قدم عليه مثله وقال ابن عيينة نظرت في أمر الصحابة فما رأيت لهم فضلا على أن المبارك إلا بصحبتهم وغزوهم مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ابن أبي حاتم عن إسحاق بن محمد بن إبراهيم المروزقي قال ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة فقال لقد كان فقيهاً عالماً عابداً ذا زهد سخياً شجاعاً شاعراً وقال فضيل بن