للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال للطحاوى لم خالفت مذهب خالك فقال لأني كنت أرى خالى يدم النظر في كتب أبي حنيفة انتهى.

• وقال ابن خلكان انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر وكان شافعي المذهب قرأ على المزني إلى آخر ما نقلناه من المرآة بعينه ثم قال وصنف كتباً مفيدة منها أحكام القرآن واختلاف العلماء ومعانى الآثار والشروط وله تاريخ وغير ذلك وكانت ولادته سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وقال أبو سعد السمعانى ولد سنة تسع وعشرين وهو الصحيح وزاد غيره في ليلة الأحد لعشر خلون من ربيع الأول وتوفي سنة ٣٢١ انتهى ملخصاً وذكر على القارى في طبقاته أن معاني الآثار أول تصانيفه ومشكل الآثار آخر تصانيفه ونقل عن ابن عبد البر أنه قال كان الطحاوى كوفي المذهب عالماً بجميع مذاهب العلماء انتهى. وفي غاية البيان للاتقاني أقول لا معنى لإنكارهم علي أبي جعفر فأنه مؤتمن لا متهم مع غزارة علمه واجتهاده وورعه وتقدمه في معرفة المذاهب وغيرها فإن شككت في أمره فانظر شرح معانى الآثار هل ترى له نظيراً في سائر المذاهب فضلا عن مذهبنا هذا انتهى. وقال أحمد (١) بن عبد الحليم بن تيمية في منهاج السنة في بحث حديث رد الشمس الطحاوي ليست مادته نقد الحديث كنقد أهل العلم ولهذا روى في شرح معاني الآثار الأحاديث المختلفة وإنما رجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس الذي رآه حجة ويكون أكثره مجروحا من جهة الإسناد ولا يثبت فإنه لم يكن له معرفة بالإسناد كمعرفة أهل العلم به وإن كان كثير الحديث فقيهاً عالمًا انتهى. قلت في بعضي مبالغة كعادته.

(أحمد بن محمد) بن صاعد الاستوائي أبو منصور مولده سنة عشر وأربعمائة أخذ العلم عن جده صاعد عن أبيه محمد (قال الجامع) يأتى ذكر جده في حرف الصاد. وقد ذكره الذهبى في سير النبلاء فقال في الطبقة الخامسة والعشرين قاضى القضاة رئيس نيسابور أحمد بن محمد الصاعدي سمع من جده أبي العلاء صاعد وأبي سعيد الصيرفي وعنه زاهر ووجيه وعبد الخالق بن زاهر وآخرون وقال ابن السمعانى


(١) هو أبو العباس تقي الدين أحمد بن شهاب الدين عبد الحليم بن مجد الدين بن عبد السلام بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي القاسم بن تيمية الحرَّاني ثم الدمشقي الحنبلي صاحب منهاج السنة وغيره من التصانيف المبسوطة المفيدة والتآليف النافعة ولد سنة ٦٦١ وتحول به أبوه من حران سنة ٦٦٧ فسمع من ابن عبد الدائم والقاسم الأربلي في آخرين وتفقه وتمهر وتقدم وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار عجيباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والاطلاع على مذاهب السلف والخلف وتوفي محبوساً في ذى القعدة سنة ٧٢٨ كذا في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة للحافظ ابن حجر العسقلاني وفيه كلام طويل في ذكر ما جرى له من المحن وما وقع به من الفتن وما وصفه به الأئمة الأعلام والمحدثون الكرام فليرجع إليه وقد طالعت من تصانيفه الفتوى الحموية والواسطية وغير ذلك من رسائله ومنهاج السنة وهو أجل تصانيفه رد فيه على منهاج الكرامة للحلي الشيعي لم يصنف في بابه مثله لا قبله ولا بعده.

<<  <   >  >>