للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(علي (١) بن أبي بكر) بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني صاحب الهداية كان إماما فقيها حافظًا محدثا مفسراً جامعا للعلوم ضابطا للفنون متقنا محققا نظراً مدققا زاهداً ورعا بارعا فاضلا ماهراً أصوليا أديبا شاعراً لم تر العيون مثله في العلم والأدب وله اليد الباسطة في الخلاف والباع الممتد في المذهب تفقه على الأئمة المشهورين. منهم مفتي الثقلين نجم الدين أبو حفص عمر النسفي وقد صدر صاحب الهداية مشيخته التي جمعها بذكره ثم ذكر بعده ابنه أبو الليث أحمد بن عمر النسفي وأخذ أيضاً عن الصدر الشهيد حسام الدين عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه عن الصدر السعيد تاج الدين أحمد بن عبد العزيز وهما عن الصدر الكبير برهان الدين أيهما عبد العزيز عن السرخسى عن الحلواني عن أبي علي النسفي عن أبي بكر محمد بن الفضل عن السبذمولى عن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد وأخذ أيضاً عن ضياء الدين محمد بن الحسين البنديخي تلميذ صاحب التحفة علاء الدين السمرقندى وأخذ أيضاً عن أبي عمرو عثمان بن علي البيكندي تلميذ شمس الأئمة السرخسى وأخذ أيضاً عن قوام الدين أحمد بن عبد الرشيد البخاري والد صاحب خلاصة الفتاوي وأقر له بالفضل والتقدم أهل عصره كالإمام فخر الدين قاضيخان والصدر صاحب المحيط والذخيرة محمود بن أحمد بن عبد العزيز والشيخ زبان الدين أبو نصر أحمد بن محمد بن عمر العتابي وصاحب الفتاوي الظهيرية ظهير الدين محمد بن أحمد البخاري وغيرهم: ومن تصانيفه كتاب المنتقى ونشر المذهب والتجنيس والمزيد ومناسك الحج ومختارات النوازل وكتاب في الفرائض وقال في أول البداية قال أبو الحسن على أن أبي بكر بن عبد الجليل كان يخطر ببالي عند ابتداء حالي أن يكون كتاب في الفقه فيه من كل نوع صغير الحجم كبير الرسم وحيث وقع الاتفاق بتطواف الطرق وجدت المختصر المنسوب إلى القدوري أجمل كتاب في أحسن إيجاز وإعجاب ورأيت كبراء الدهر يرغبون


= واشتغل بالفقه ومهر ولما دخل والده الروم باشر هو وظائفه بدمشق ودرس وأقرأ ومات بمرض الطاعون سنة ٨١٤ وكان والده إذ ذاك بشيراز ومنهم أبو بكر أحمد وُلد فرمضان سنة ٧٨٠ وختم القرآن سنة ٩٠ وحفظ الشاطبية والرائية وقرأ بالقراآت على والده وكتب عن العراقي وأجازه مشايخه ولما دخل والده الروم لحقه وأقام عنده مدة يفيد ويستفيد وانتفع به أولاد سلطان الروم بايزيد خان محمد ومصطفى والأشرف ثم لما وقعت الفتنة التيمورية وقعت بينه وبين والده مفارقة هو بالروم وهو بشيراز فلما يسر الله الحج والده سنة ٨٢٧ اجتمعا وله شرح طبية النشر لوالده وهو شرح حسن ومنهم أو البقاء إسماعيل وأبو الفضل إسحاق ومنهم فاطمة وعائشة وسلمى وكلهم كانوا من القراء المجوّدين والحفاظ المحدثين كذا في الشقائق النعمانية لأحمد بن مصطفى بن خليل الشهير بطاشكبرى زاده.
(١) ذكره ابن كمال باشا من طبقة أصحاب الترجيح القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض برأيهم النجيح وتعقب بأن شأنه ليس أدون من قاضيخان وله في نقد الدلائل واستخراج المسائل شأن أي شأن فهو أحق بالاجتهاد في المذهب وعدُّه من المجتهدين في المذهب إلى العقل السام أقرب.

<<  <   >  >>