(قلت) ما أقبح كلام وما أضعفه أتفسد الصلاة بما تواتر فعله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أما علم أن الصحابة منهم من كان يرفع ومنهم من كان لا يرفع وكان يقتدي أحدهما بالآخر ولم يرو عن أحد ما تفوه به أما فهم أن إمامنا وإن لم يأخذ بأحاديث الرفع ورجح عليها أخبار ترك الرفع لكن لم يشدد في ذلك كما تشدد هو فيما هنالك أما تدبر في أن مكحولا الراوي لرواية الفساد من هو وكيف هو وهل تقبل روايته مرسلة أم ترد عليه منتقضة أما تفكر في أن مشايخنا الثقات وفقهاءنا الأثبات قد صرحوا بعدم الفساد ولم يعتبر أحد منهم رواية الفساد أفلا يكون اعراضهم موجباً لهجران تلك الرواية أفلا يكون ذلك دليلا على أنها خلاف الدراية وبالجملة فمقاصد التعصب وعدم التدبر لا تعد والبشر له ذنوب وخطأ لا تعتد.