ومجمع البحرين ومنهم من يعتمد على الثلاثة الوقاية والكنز ومختصر القدوري وقد ذكرت تراجم مؤلفيها مع ذكر الكتب المعتمدة وغير المعتمدة وطبقات الفقهاء وغير ذلك من الفوائد النفيسة في رسالتي النافع الكبير لمن يطلع الجامع الصغير فلتطالع.
[عبد الله بن المظفر] بن محمد بن إبراهيم رضي الدين أخذ العلم عن مختار بن محمود الزاهدي عن عبد الكريم التركستاني الدهقان الكاساني عن نجم الدين أبي اليسر البزدوي عن أبي يعقوب السيارى عن الحاكم النوقدي عن الهندوانى عن أبي القاسم الصفار عن نصير بن يحيى عن محمد وكان إماماً عالماً كاملا فقيهاً نحوياً له اليد الطولى في الإنشاء والبلاغة وله تصانيف كثيرة وديوان شعر وكتاب إنشاء وخطب وأخذ عنه نجم الدين محمد بن أبي الثناء البغدادي وبدر الدين محمود بن الحسن بن علي العينى الشهركندي.
[عبد اللطيف] بن عبد العزيز الشهير بابن ملك كان أحد المشهورين بالحفظ الوافر من أكثر العلوم وأحد المبرزين في عويصات العلوم وله القبول التام عند الخاص والعام وصنف تصانيف كثيرة الفوائد منها مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار في الحديث نافع وله شرح كتاب المنار في الأصول وقال في الشقائق رأيت له رسالة لطيفة في علم التصوف تدل على أن له حظاً عظيما من معارف الصوفية وأخذ كتبها عند سماع ولده جعفر بن محمد بن عبد اللطيف منه الوقاية والمولى عبد اللطيف شرح مجمع البحرين أيضاً.
(قال الجامع) هذا يدل على أن شرح الوقاية لمحمد بن عبد اللطيف لا لعبد اللطيف لكن ذكر صاحب الكشف أن له شرحاً على الوقاية ذكر في شرحه أنه شرحه حين أقرأه ابنه جعفر لكنه بقى في المسودة فبيضه ابنه محمد وقال في الديباجة كان أبي قد ألف شرحاً للوقاية لكن لما ضاعت النسخة التى بيضها قبل الانتشار وخفت ضياع التصنيف بالكلية كتبت من مسودتها مع بعض الإلحاقات شرحا آخر الخ ولذلك ترى شرحين للوقاية منسوبين إلى ابن ملك وأول شرح ابنه محمد الحمد لله الذي جعل العلم أربح المتاجر الخ انتهى. وقد طالعت من تصانيفه شرح جميع البحرين وشرح مشارق الأنوار وشرح المنار وكلها مفيدة. وقد ذكر السخاوي أيضاً أن له شرحاً على الوقاية لكن لم يقف على ترجمته حيث قال في الضوء اللامع عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين بن فرشتا الحنفي وفرشتا هو المَلك ولذا
= أولى من التصحيح الالتزامى ولم يريدوا بالمتون كل المتون بل المتون التي مصنفوها مميزون بين الراجح والمرجوح والمقبول والمردود والقوي والضعيف فلا يوردون في متونهم إلا الراجح والمقبول والقوى وأصحاب هذه المتون كذلك وهذا فى عرف المتأخرين وأما فى عرف المتقدمين قبل أزمنة المصنفين المذكورين فحيث قالوا ما في المتون مقدم أرادوا به متون كبار مشايخنا وأجله فقهائنا كتصانيف الطحاوي والكرخي والجصاص والخصاف والحاكم وغيرهم.