الولد فأعتقه وخطب له ابنة الشيخ جمال الدين فلم يمكنه إلا إجابته فولدت له يوسف المذكور فأشغله جده وفقه وطلع أوحد زمانه في الوعظ ترق له القلوب وتذرف السماع كلامه العيون وفاق فيه من عاصره وكثيراً ممن تقدم وكانت مجالسته نزهة القلوب والأبصار يحضرها الصلحاء والعلماء والملوك والأمراء والوزراء ولا يخلو مجلس من مجالسه من جماعة يتوبون وفي كثير من مجالسه يسلم أهل الذمة وكان الناس يبيتون في مسجد دمشق من ليلة يعظ من غدها يتسابقون إلى مواضع الجلوس وكان حنبلى المذهب فلما تكرر اجتماعه بالملك المعظم عيسى اجتذبه إليه ونقله إلى مذهب أبي حنيفة وكان الملك المعظم شديد التغالى في المذهب انتهى.
[يوسف بالى] بن شمس الدين محمد بن حمزة الفنارى هو الأخ الصغير لمحمد شاه كان عالماً فاضلا أخذ عن أبيه فباغ رتبة الفضل والكمال وله قوة عالية في البحث والجدل وفوض إليه تدريس السلطانية بعد أخيه ببروسا ثم استقضي بها ومات قاضيا بقسطنطينية سنة ست وأربعين وثمانمائة في دولة مراد خان ابن محمد خان.
[يوسف بن محمد] أبو عبد الله الجرجاني تفقه على أبي الحسن الكرخى وكان عالماً يرحل إليه في الواقعات وله خزانة الأكمل في ست مجلدات وشرح الزيادات وشرح الجامع الكبير ومختصر كتاب الكرخي.
(قال الجامع) كذا ذكره القاري لكن ذكر في نسبه يوسف بن علي بن محمد والذي في الكشف هو أن شارح الجامع الكبير هو أبو عبد الله الجرجانى محمد بن يحيى المتوفى سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وقال عند ذكر خزانة الأكمل هو في ست مجلدات للإمام أبى يعقوب يوسف بن علي بن محمد الجرجاني ذكر فيه أن هذا الكتاب محيط بجل مصنفات الأصحاب بدأ بكافي الحاكم ثم بالجامعين ثم بالزيادات ثم بالمجرد والمنتقي ومختصر الكرخي وشرح الطحاوى وعيون المسائل وافق ابتداؤه يوم عيد الأضحى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة انتهى وهذا إن كان صحيحاً لم يكن ما ذكره الكفوى من تلمذه من الكرخى صحيحاً إذ وفاة الكرخي على مامر سنة أربعين وثلاثمائة.
[يوسف بن محمد] أبو يعقوب سراج الدين الخوارزمي السكاكي كان متبحراً في النحو والتصريف والبيان والعروض والشعر وله مشاركة تامة في كل العلوم أخذ عن سديد بن محمد الحناطى وعن محمود ابن عبيد الله بن صاعد الروزي وقرأ الكلام على مختار بن عود الزاهدي وله تصانيف جليلة وأجل مصنفاته مفتاح العلوم المشتمل على اثني عشر علماً لم يدر مثله في الأوائل والأواخر وتوفي في أوائل رجب سنة ست وعشرين وستمائة وولادته سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
(قال الجامع) ذكر مصطفى بن محمد
= وسراج الدين بن الملقن في كثرة التصانيف وشمس الدين الفناري في الاطلاع على كل العلوم العقلية والنقلية والعربية والشيخ أبو عبيد الله بن عرفة في فقه الملكية وفي سائر العلوم العربية والمجد الشيرازى في اللغة انتهى كلامه .. قلت قدم أن الفناري مات سنة ٩٣٣ فكيف يكون المجد آخر هم موتاً.