وأن صاحب الوقاية اسمه محمود فيكون هو غير شارح الهداية جدًا فاسدًا له وفي الكشف أيضًا ومن شروح الهداية الكفاية أوله الحمد لله الذي أس على قواعد الكتاب والسنة مبانى السنة الخ وقبل أن الكفاية لمحمود بن عبد الله بن محمود تاج الشريعة مؤلف الوقاية فلينظر في محله انتهى. وفيه خطأ من وجهين أحدهما أنه جعل جد تاج الشريعة أبًا له والثانى أنه سمى والد عبد الله بمحمود مع أنه سمى تاج الشريعة هاهنا محمودا وفي العبارة السابقة بعمرو أما هذا القول الذى حكاه أن الكفاية لتاج الشريعة فليس بصحيح بل هو لجلال الدين الكرلانى كما مرَّ منا تفصيله في ترجمته في حرف الجيم.
(وبالجملة) فهذا المقام مما زلت فيه أقدام الأعلام واختلفت فيه أقلام الكرام ولعل القدر الذي فصلته مما لم يطلع عليه أكثر العظام. وقد طالعت من تصانيف صدر الشريعة صاحب الترجمة النقاية شروحها للقهستاني والبرجندي وأبى المكارم ومحمود بن إلياس الرومي وعلى القاري والشمنى والتوضيح شرح التنقيح مع حواشيه المسماة بالتلويح لسعد الدين التفتازاني مع حواشي التلويح لحسن چلبي والمولي محمد بن فراموز واللبيب عبد الله بن عبد الحكم السيالكوني وشيخ الإسلام حفيد التفتازاني ووجيه الدين العلوي وشرح الوقاية مع حواشيه ليوسف ابن جنيد الشهير بأخي جلبي وعصام الدين الإسفراييني ووجيه الدين العلوي وشيخ الإسلام المذكور والسيد مهدي وملا لطف الله وعبد الله بن صديق الهروى والوالد المرحوم مولانا عبد الحلم وأستاذه مولانا محمد يوسف اللكنوي وغيرهم وكل تصانيف صدر الشريعة مقبولة عند العلماء معتبرة عند الفقهاء. وإني بفضل الله وتوفيقه شرعت في تأليف شرح لشرح الوقاية مبسوط ببسط بسيط متضمن لتحقيق المسائل وتدقيق الدلائل مع ذكر المذاهب المختلفة وذكر أدلتّها الشرعية مع مالها وما عليها وجعلت له مقدمة تشتمل على فصول فيها نسب صاحب الوقاية وشرح الوقاية وتراجم شراح الوقاية والنقابة ومحشي شرح الوقاية ومن ذكر اسمه في شرح الوقاية مع فوائد لطيفة وفرائد نفيسة وأرجو من الله تعالى الذي وفق لنا بدء هذا الشرح العظيم أن ييسر لنا ختمه ويجعله خالصًا لوجهه الكريم.
(عبد المجيد) بن إسماعيل بن محمد أبو سعد القيسي الهروي قاضي بلاد الروم تفقه بما وراء النهر على جماعة منهم فخر الإسلام على البزدوى ودرس ببغداد والبصرة وهمدان وبلاد الروم وقدم دمشق سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وتوفي يقيسارية سنة سبع وثلاثين وخسمائة وله مصنفات في الفروع والأصول أخذ عنه ولداه إسماعيل وأحمد.
(عبد الملك) بن إبراهيم الهمداني صاحب طبقات الحنفية والشافعية أخذ العلم عن إبراهيم بن محمد الدهستاني عن علي الصندلي عن الحسين الصيمري عن أبي بكر محمد الخوارزمي عن أبي بكر أحمد الجصاص الرازي عن أبي الحسن الكرخي عن البردعي عن موسى بن نصر الرازى عن محمد.
(قال الجامع) هذا وكلامه في ترجمة إبراهيم بن محمد الدهستاني كما مرَّ صريح في أن عبد الملك هذا هو المصنف للطبقات. لكن قال على القارئ عبد الملك بن إبراهيم الهمداني والد محمد صاحب طبقات الحنفية والشافعية انتهى. وفي كامل ابن الأثير في حوادث سنة ست وعشرين وخمسمائة فيها فى شوال توفي محمد بن عبد الملك