عارفا بالأحاديث والتفسير صار مدرساً ببروسا ثم مفتياً ومات وهو مفت بها له حواش على التلويح وعلى شرح الوقاية ومصنف في الإنشاء.
[مصطفى] بن يوسف بن صالح البرسوي الشهير بخواجه زاده قرأ عند محمد بن اياتلوغ الأصلين والمعاني والبيان ثم وصل إلى خضر بيك وهو مدرس بسلطانية بروسا وحصل علوماً كثيرة وأعطاه السلطان مراد خان تدريس الأسدية ببروسا ولما انتهت السلطنة إلى محمد خان وشاهد العلماء رغبته في العلم ذهب إليه فجعله معلم نفسه وقرأ عليه من الزنجاني وكتب خواجه زاده شرحا عليه وله تهافت الفلاسفة وحواش على شرح المواقف وعلى شرح هداية الحكمة لمولانا زاده وحكي أن المولى على الطوسى لما ذهب إلى بلاد العجم لقي علياً القوشجي (١) فقال له إلى أين تذهب قال إلى بلاد الروم فقال عليك بمداراة الكوسج خواجه
(١) هو علاء الدين على بن محمد القوشجي كان أبوه من خدام الأمير الغ بيك ملك ما وراء النهر وكان هو حافظ البازى وهو معني القوشجي في لغتهم قرأ على المولى قاضى زاده موسى الرومي شارح ملخص الجغميني وغيره وأيضاً على الأمير ألغ بيك وكان ماهراً في العلوم الرياضية ذهب مختفيا إلى بلاد كرمان فقرأ على علمائها وسود هناك شرحه للتجريد وغاب عن الغ بيك سنين كثيرة ثم وصل إليه واعتذر عن غيبته فقال له باى هدية جئت إلينا فقال برسالة حللت فيها أشكال القسم وهو أشكال تحير في حلة الأقدمون فقال الغ بيك هاتها أنظر في أى موضع أخطأت فأتى بها فنظر فيها وأعجب بها ثم إن الغ بيك بنى رصداً بسمرقند وتولاه أولا غياث الدين جمشيد من مهرة الفن فتوفي في أوائل الامر ثم تولاه قاضي زاده فتوفي قبل إتمامه فأكمله المولى القوشجي فكتبوا ما حصل لهم من ذلك الرصد وهو المسمي بزيج الغ بيك ولما توفي الغ بيك وتسلطن بعض أولاده ولم يعرف قدر القوشجي ارتحل من سمرقند ولما جاء إلى تبريز أكرمه سلطانها الأمير حسن الطويل وأرسله بطريق الرسالة إلى السلطان محمد خان سلطان بلاد الروم ليصلح بينهما فأكرمه محمد خان فوق ما أكرمه حسن وسأله ان يسكن في ظل حمايته فأجاب إليه وعهد أن يأتي بعد إتمام أمر الرسالة فلما أدى الرسالة أرسل محمد خان خدامه إليه فخدموه في الطريق وصرفوا في كل مرحلة ألف درهم بأمر محمد خان فأتي قسطنطينية بالحشمة الوافرة واستقبله علماء البلد وأعيانها وحين قدم إليه أهدى رسالة له في الحساب سماها المحمدية رسالة لطيفة لا يوجد أنفع منها ثم إن محمد خان لما ذهب إلى محاربة حسن الطويل سار معه وصنف في السفر رسالة في الهيئة سماها الفتحية لمصادقتها الفتح ولما رجع محمد خان إلي قسطنطينية أعطاء مدرسة أيا صوفية وعين له في كل يوم مأتي درهم فأقام هناك إلى أن توفي فيها وله حاشية على أوائل حواشى الكشاف للتفتازاني وعنقود الزواهر في الصرف وغيره كذا ذكره صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية وذكر صاحب كشف الظنون وفاته سنة ٨٧٩ وقد طالعت من تصانيفه التجريد واقرأته مع حواشيه للجلال الدواني والصدر الشيرازى والرسالة الفتحية.