للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشرة سنة وسمعت منه التحقيقات وقال لى يوما زيد قائم ماذا فقلت قد صرنا في مقام الصغار يسألنا عن هذا فقال فيه مائة وثلاثة عشر بحثا فقلت لا أقوم من المجلس حتى أستفيدها فأخرج تذكرتها فكتبتها وتوفي شهيدًا بالإسهال ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.

(قال الجامع) قد ذكره السيوطي في حسن المحاضرة وأطال الكلام في ترجمته في البغية فقال في حسن المحاضرة شيخنا العلامة محبي الدين محمد بن سلمان بن مسعود الإمام المحقق علامة الوقت أستاذ الدنيا في المعقولات ولد قبل ثمانمائة تقريبًا وأخذ عن البرهان حيدرة والشمس بن الغزي وجماعة وتقدم في فنون المعقول حتى صار إمام الدنيا وله تصانيف كثيرة انتهى. وفي البغية ولد سنة ٧٨٨ واشتغل بالعلم أول ما بلغ ورحل إلى بلاد العجم والتتر ولقى العلماء الأجلاء فأخذ عن الشمس الغزى وحيدرة والشيخ واحد وابن فرشته شارح المجمع وحافظ الدين البزازي وغيرهم ودخل القاهرة أيام الأشرف برسباى فظهرت فضائله وولي مشيخة الشيخونية لما رغب عنها ابن الهمام وكان إمامًا كبيرًا في المعقولات كلها والكلام وأصول الفقه والتصريف والإعراب والمعاني والبيان والجدل والمنطق والفلسفة والهيئة بحيث لا يشق عليه في شئ من هذه العلوم غبار وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث وألف فيه وأما تصانيفه في العلوم العقلية فلا تحصي بحيث أنى سألته أن يسمى لى جميعها لأثبتها في ترجمته فقال لا أقدر على ذلك وكان صحيح العقيدة في الديانات حسن الاعتقاد في الصوفية محبا لأهل الحديث كثير التعبد على كبر سنه كثير الصدقة سليم الفطرة صبورًا على الأذى لازمته أربع عشرة سنة فما جئته إلا سمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمع قبل ذلك انتهى ملخصًا.

[محمد بن سليمان] بن وهيب بن أبي العز شمس الدين الدمشقى كان فاضلا عالما بالخلاف جامعا للفروع والأصول أخذ عن أبيه عن الحصيرى عن قاضيخان وذكر في الجواهر المضية أنه أفتى أكثر من ثلاثين سنة بدمشق وبها مات قاضيا سنة تسع وتسعين وستمائة.

[محمد بن سماعة] بن عبد الله بن هلال بن وكيع أبو عبد الله التميمى حدث عن الليث بن سعد وأبي يوسف ومحمد وأخذ الفقه عنهما وعن الحسن بن زياد وكتب النوادر عن أبي يوسف ومحمد وُلد سنة ثلاثين ومائة ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بلغ هذا السن وهو يركب الخيل ويقتص الأبكار ويصلي كل يوم مائتى ركعة ووُلى القضاء للمأمون ببغداد بعد موت يوسف بن الإمام أبى يوسف سنة اثنتين وتسعين ومائة فلما ضعف بصره استعفى ولما مات قال يحيى بن معين مات ريحانة العلم من أهل الرأي له كتاب أدب القاضي وكتاب المحاضر والسجلات والنوادر وغيرها وتفقه عليه أبو جعفر أحمد بن أبي عمران البغدادى شيخ الطحاوى وأبو بكر بن محمد القمي وعبد الله بن جعفر أبو عليّ الرازى وغيرهم.

(قال الجامع) ذكر القاري أنه من الحفاظ الثقات وحكى عنه أنه قال أقمت أربعين سنة لم تفتنى التكبيرة الأولى إلا يومًا واحدًا ماتت فيه أمي وقد فاتتنى صلاة واحدة مع جماعة فقمت فصليت خمسا وعشرين

<<  <   >  >>