[محمد بن الحسن (١)] بن واقد أبو عبد الله الشيباني كان أبوه أصله من الشام قدم أبوه إلى العراق فولد محمد بواسط ونشأ بكوفة وطلب الحديث وسمع عن مسعر ومالك والأوزاعي والثورى وصاحب أبا حنيفة وأخذ الفقه عنه وكان أعلم الناس بكتاب الله ماهرًا في العربية والنحو والحساب وعن أبي عبيد ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن وعن الشافعي أنه قال أخذت من محمد وقر بعير من علم وما رأيت رجلا سمينًا أخف روحًا منه وهو الذي نشر علم أبي حنيفة وإنما ظهر علم أبي حنيفة بتصانيفه وفي التقدمة شرح المقدمة قيل أنه صنف تسعمائة وتسعين كتابًا كلها في العلوم الدينية وقيل لأحمد من أين لك هذه المسائل الدقيقة قال من كتب محمد وفي الجواهر المضية عن ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قال محمد أقمت بباب مالك ثلاث سنين وسمعت سبعمائة حديث ونيفًا لفظًا وأخذ عنه أبو حفص الكبير أحمد بن حفص وأبو سلميان الجوزجاني وموسى بن نصير الرازي ومحمد بن ساعة ومعلى بن منصور وإبراهيم بن رستم وهشام بن عبيد الله وعيسى بن أبان ومحمد بن مقاتل وشداد بن حكيم وغيرهم وقال الاتقانى في شرح الهداية إنما سمى المبسوط أصلا لأنه صنفه أولا ثم صنف كتاب الجامع الصغير ثم الجامع الكبير ثم الزيادات.
(قال الجامع) جلالته ووثاقته مستفيضة مشهورة وقد أثنى عليه كثير من المؤرخين منهم ابن خلكان في تاريخه واليافعي في مرآة الجنان والسمعاني في الأنساب والذهبي في العبر بأخبار من غبر وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين وبسطوا في ذكر أوصافه وطولوا الكلام في ذكر مناقبه وله تصانيف كثيرة منها المبسوط والجامع الصغير طالعته والجامع الكبير طالعته والسير الكبير طالعته والسير الصغير طالعته والزيادات طالعته وهذه هي المسماة بظاهر الرواية والأصول عندهم والرقيات والهارونيات والكيسانيات والجرجانيات وكتاب الآثار والموطأ طالعتهما وقد بسطت الكلام في ترجمته وذكر تصانيفه وما يتعلق بها في مقدمة الهداية ثم في مقدمة شرحي لشرح الوقاية المسمى بالسعاية وفقني الله لإنهائه كما وفقني لابتدائه ثم في النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير وأذكر أزيد من كل ذلك في مقدمة حاشيتي على موطأه المسماة بالتعليق الممجد على موطأ محمد.
[محمد بن الحسين] بن محمد بن الحسين البخاري المعروف ببكر خواهر زاده كان إمامًا فاضلًا له طريقة حسنة معتبرة وكان من عظماء ما وراء النهر وله المختصر والتجنيس والمبسوط المعروف بمبسوط بكر خواهر زاده ومشاهير كتب الفتاوي مشحونة بذكره والمشهور بخواهر زاده عند الإطلاق اثنان أحدهما هذا وهو ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخارى وهو متقدم مات في جمادي الأولى
(١) عده ابن كمال من طبقة المجتهدين في المذهب الذين لا يخالفون أمامهم في الأصول وإن خالفوه في بعض المسائل وكذا عد أبا يوسف منهم وهو متعقب عليه فإن مخالفتهما للإمام فى الأصول كثيرة غير قليلة فالحق أنهما من المجتهدين المنتسبين كما صرح به عبد الوهاب الشعرانى في الميزان والمحدث ولي الله الدهلويي في تصانيفه وقد حققت ذلك في رسالتي النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير.