للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البناني في حواشى شرح التلخيص المختصر عند ذكر السكاكي أنه نسبة إلى سكاكة قرية نيسابور وقيل بالعراق وقيل باليمن انتهى والظاهر أن السكاكي ليس منسوباً (١) إليها لأنه خوارزمي على ما صرحوا به وكان السكاكي عالماً محققاً في الفنون الغريبة والعلوم العجيبة من ذلك علم البلاغة بأنواعها وعلم تسخير الجن ودعوة الكواكب وفن الطلسمات والسحر والسيميا وعلم خواص الأرض وإجرام السماء وغير ذلك وكان السلطان جغتاي خان بن جنكيز خان حاكم ما وراء النهر وحدود خوارزم وكاشغر وبدخشان وبلخ وغيرها لما اطّلع على فضائله جعله أنيسه وجليسه وحكي أنه كان جالساً معه ذات يوم فمرت طيور تطير في الهواء فأراد جغتاى خان صيدها وأخذ السهم والقوس بيده فقال السكاكي أي الطير منها تريد فأشار إلى ثلاثة منها فخط السكاكي في الأرض خطاً مدوراً وقرأ شيئاً فسقطت تلك الطيور فعند ذلك زاد اعتقاد جغتاي حتى أنه كان يجلس بين يدى السكاكي مؤدبا ولما علت مرتبته عند السلطان اشتعل نار الحسد والعدوان في قلوب الأقران لاسيما في قلب حبش عميد وزير السلطان فأراد استئصال السكاكي وأطلع عليه السكاكي فقال لجغتاي إني أرى أنه قد هبط كوكب سعادة حبش عميد وأخاف أن يصل شيء من شقاوته إليك فعزل جغتاي بمجرد استماع هذا الكلام حبش عميد من الوزارة فوقع الخلل في أمور الرياسة وبعد سنة قال جغتاي للسكاكي لعل كوكب سعد عميد صار الآن طالعاً فإن النحوسة لا تدوم فقال السكاكي نعم فخلع عليه منصب الوزارة وقصد هو تذليل السكاكى وبسط لسان السعاية فيه فسخر السكاكي المريخ وأظهر ناراً في عسكر جغتاي فوجد حبش عميد موقع السعاية وقال لجغتاي لما كان السكاكي قادراً على إيجاد مثل هذه الأمور فلا عجب منه لو انتزع سلطنتك فتخيل هذا في خيال جغتاي وحبس السكاكي ولم يزل في الحبس ثلاث سنين إلى أن مات كذا في حبيب السير في أخبار افراد البشر لغياث الدين الهروي المتوفى سنة ٩٤٢ المدفون بدار الخلافة دهلى وفي البغية للسيوطي رأيت ترجمته بخط الشيخ سراج الدين البليقيني فقال يوسف بن أبي بكر محمد بن علي أبو يعقوب السكاكي سراج الدين الخوارزمي أمام في النحو والتصريف والبيان والمعانى والعروض والشعر وله النصيب الوافر في الكلام وسائر الفنون من رأي مصنفه علم تبحره ونبله وفضله مات بخوارزم سنة ست وعشرين وستمائة انتهى.

[يوسف بن محمد] صدر القراء رشيد الأئمة الخوارزمي الفيدى بالفاء نسبة إلى فيد منزل بطريق الحجاز والعراق وقيل بالقاف والنون نسبة إلى قند أصل السكر كان عالماً فاضلا فقيها مفسراً أديباً قرأ عليه مختار الزاهدى يوسف القره صوي نور الدين كان عالماً فاضلا قوالا بالحق متورعا متشرعا أخذ عن المولى مصطفى خواجه زاده وسنان باشا وغيرهما وصار مدرساً ببروسا وأسكوب وأدرنة وقسطنطينية وولاه السلطان سليم القضاء ومات سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة وله كتاب في الفقه جمع فيه مختارات المسائل سماه


(١) قال السيوطي في لب اللباب في تحرير الأنساب السكاكي بالفتح والتشديد سماه أبو حيان في الارتشاف بابن السكاك فهو إلى جده وكأنه إلى صنعة السكة التى يضرب بها الدراهم انتهى.

<<  <   >  >>