القضاء بغداد في زمان المعتصم بالله مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين. (قال الجامع) ذكر القاري أنه كان متحاملا على محمد بن الحسن وكان الحسن بن مالك ينهاه ويقول قد عمل محمد هذه الكتب فاعمل أنت مسألة واحدة وكان صالحاً ديناً عابداً واسع الفقه خشناً في باب الحكم مقدماً عند أبى يوسف وروى عنه كتبه وأماليه سمع من مالك وحماد بن زيد وغيرها وروى عنه الحافظ أبو نعيم الموصلى ونحوه وقال عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطنى عن بشر بن الوليد فقال ثقة وقال أحمد بن عطية كان يصلى في كل يوم مائة ركعة وكان يصليها بعد ما فلج وشاخ. وفي ميزان الاعتدال بشر بن الوليد الكندي الفقيه سمع مالك بن أنس وفقه بأبي يوسف وروى عنه البغوي وأبو يعلى وحامد بن شعيب وولى قضاء مدينة المنصور إلى سنة ثلاث عشرة ومائتين وكان واسع الفقه متعبداً ورده في اليوم والليلة مائتا ركعة وكان يلزمها بعد ما فلج وشاخ وقد سعى به رجل إلى الدولة أنه لا يقول يخلق القرآن فأمر المعتصم به أن يحبس فلما ولى المتوكل أطلقه ثم أنه شاخ واستولى عليه الهرم ويقال أنه في آخر أمره وقف في القرآن فأمسك أصحاب الحديث عنه وقال صالح بن محمد هو صدوق ولكنه لا بعقل وقال الآجرى سألت أبا داود فقال ثقة وقال السلمى عن الدارقطني ثقة انتهى ملخصاً. والكندى نسبة إلى كندة بكسر الكاف قبيلة مشهورة باليمن ذكره السمعانى.
(بشر بن أبى الأزهر) يزيد القاضي النيسابوري تفقه على أبي يوسف وسمع من ابن المبارك وابن عيينة وشريك وروى عنه علي بن المديني ومحمد بن يحيى الذهلي وكان من أعيان الفقهاء الكوفيين مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
(بكار بن قتيبة) بن أسد القاضى البصري كان مولده بالبصرة سنة النتين وثمانين ومائة وتفقه على هلال الرأي من أصحاب أبي يوسف وزفر وروى عنه الطحاوي وبه التفع وتخرج وكان أفقه أهل زمانه فى المذهب صنف كتاب الشروط وكتاب الحاضر والسجلات وكتاب الوثائق والعهود وكتابا جليلا نقض فيه على الشافعى رده على أبى حنيفة مات سنة تسعين ومائتين بمصر.
(قل الجامع) أرخ السيوطى في حسن المحاضرة وفاته سنة سبعين ومائتين وقال في وصفه سمع أبا داود الطيالسى وأقرانه وروى عنه أبو عوانة في صحيحه وابن خزيمة وله أخبار في العدل والفقه والنزاهة والورع وتصانيف في الشروط والوثائق والرد علي الشافعى انتهى. وكذا أرخه القاري وقال في نسبته بكر بن قتيبة بن أسد بن أبي بردعة بن أبي عبيد الله بن بشر بن أبي عبيد الله بن أبي بكرة الصحابى الثقفى البكراوي وكان من أفقه أهل زمانه وكان له اتساع في الفقه وقد ذكره السروجى في شرح الهداية في باب صفة الصلاة وقال كان من البكائين والتالين لكتاب الله وقبره مشهور بالقرافة بمصر يزار ويتبرك به ويقال أن الدعاء عند قبره مستجاب.
(بكر بن محمد) العَمّى القاضي أخذ عن محمد بن سماعة عن الليث وأبي يوسف ومحمد وأخذ عنه القاضي أبو خازم أستاذ أبي طاهر الدباس والعمي بفتح العين وتشديد الميم نسبة إلى العم بطن من بني تميم ذكره في الجواهر المضية.