للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

أذكر قدرًا كثيرًا من أحوالي أزيد مما ذكرته في آخر النافع الكبير لكن تركته حذرًا عن التطويل وسأذكره في مجموع آخر أن شاء الله تعالى، وكان اختتام هذا الكتاب يوم السبت الحادى عشر من صفر من شهور السنة الثانية والتسعين بعد الألف والمائتين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وتحية وآخر كلامنا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.


= وأقمنا هناك عشرة أيام واشترى الوالد المرحوم من هناك الكتب النفيسة ثم ارتحلنا منها وخالفت الهواء ووقع المركب في الطوفان فلم يمكن النزول في جدة بل نزلنا في ليس وارتحلنا منه برًا في أربعة أيام إلى مكة حتى دخلنا فيها في آخر العشرة من رمضان وأقمنا هناك إلى أداء الحج ثم ذهبنا في العشرة الأخيرة من ذى الحجة إلى المدينة الطيبة ووصلنا ثانى المحرم وأقمنا هناك ثمانية أيام ثم سافرنا في يوم عاشوراء ودخلنا مكة وأقمنا هناك إلى عاشر صفر ثم ارتحلنا إلى جدة وركبنا المركب الهوائي فوصلنا في بمبئ في العشرة الوسطي من ربيع الأول ووصلنا في حيدر آباد في أوائل جمادى الأولى ومرة أخرى في السنة الماضية سافرنا إلى حيدرآباد خامس عشر شوال وركبنا على المركب الدخاني في الحادي والعشرين ودخلنا جدة في خامس ذى القعدة ومكة في عاشرها وبعد أداء الحج وكان يوم الجمعة سافر إلى المدينة في الحادى والعشرين من ذى الحجة ووصلناها في خامس المحرم وأقمنا هناك عشرة أيام ثم ارتحلنا منها إلى مكة في خامس عشر وبعد دخول مكة أقمنا أيامًا قليلة وسافرنا إلى جدي وركبنا المركب ثامن صفر ووصل المركب مع السلامة في بمبئ في الحادي والعشرين وقد كنت ترخصت من حيدرآباد للقيام بالوطن قدر سنتين فارتحلت من بمبئ ودخلت إلى الوطن خامس ربيع الأول وأرجو من الله تعالى أن يرزقنا العود إلى الحرمين مرة بعد مرة إلى أن يرزق الوفاة في المدينة.
هذا آخر التعليقات السنية على الفوائد البهية وكان الفراغ منها يوم الأحد ثاني جمادى الآخرة من سنة ١٢٩٣ والله أسأل أن ينفع بها وبما علقت عليها سائر الخواص والعوام وهو ذو الفضل والإكرام.
* * *

الحمد لله مرتب طبقات الأمم في الوجود، والمفاضل بين أفراد خلقه بالفضائل والجدود، والصلاة والسلام على الفرد الكامل على الإطلاق، الذي جمع ما تفرق في طبقات الأمم من مكارم الأخلاق، وعلى آله وأصحابه زينة الدنيا وجمال العقبى (وبعد)
فقد تم بعون الله وتأييده طبع كتاب الفوائد البهية، في تراجم أئمة الحنفية، للإمام الهمام أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوى الهندي مع تعليقات عليه جليلة المقدار، جديرة بالاعتناء من ذوي الاعتناء عند ذوي الأنظار وكان تمام طبعه الزاهي الزاهر في آخر يوم من رمضان المعظم من شهور سنة ١٣٢٤ هجرية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تحية والحمد لله أولًا وآخرًا.

<<  <