عياض أنه لم يخلف بعده مثل وقال ابن إسحاق الفزاري ابن المبارك إمام المسلمين وقال سلام بن أبي مطيع ما خلف بالمشرق مثله وقال القواريري لم يكن ابن مهدي يقدم عليه وعلى مالك احداً في الحديث وقال العباس بن مصعب جمع الحديث والفقه والعربية والشجاعة والتجارة والسخاوة والمحبة وقال ابن الجنيد عن ابن معين كان كيساً ثقة وكان عالماً صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفاً أو إحدى وعشرين ألفاً وقال إسماعيل بن عياش ما على الأرض مثل ابن المبارك ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا جعلها الله فيه وقال أحمد بن حنبل وغير واحد ولد سنة ثمانى عشرة ومائة وقال ابن سعد مات بهيت منصرفاً من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة طلب العلم وروى الكثير وصنف الكتب في أبواب العلم وكان ثقة مأموناً حجة كثير الحديث: وقال الحكم هو إمام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علماً وزهداً وشجاعة وسخاء وقيل لابن معين أيّما أنبت عبد الله بن المبارك أو عبد الرزاق فقال كان عبد الله خيراً وقال ابن جريج ما رأيت عرافياً أفصح منه وقال أبو وهب مر عبد الله برجل أعمى فقال أسألك أن تدعو لى فدعا فرد الله عليه بصره وأنا أنظر وقال الحسن بن عيسى كان مجاب الدعوة وقال العجلى ثقة ثبت في الحديث رجل صالح وقال ابن حبان في الثقات كان فيه خصال لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه ولا في الأرض كلها وقال يحيى الأندلسي كنا في مجلس مالك فاستؤذن لابن المبارك فأذن له فرأينا مالكاً تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه ولم أره يزحزح لأحد في مجلسه غيره كذا في تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني. وفيه تفصيل آخر أذكره خوفاً من التطويل من شاء فيرجع إليه. وفي أنساب السمعاني عند ذكر الحنظلى هو بفتح الحاء وسكون النون وفتح الظاء المعجمة هذه النسبة إلى بني حنظلة وهم جماعة من بني غطفان فأما الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلى فهو مولى بني حنظلة من أهل مرو يروي عن إسماعيل بن خالد وحميد الطويل وعاصم الأحول وروى عنه أهل البلاد وكان مولده بها سنة ثمانى عشرة ومائة ومات في شهر رمضان منصرفاً من سوس سنة ١٨١ وقبره بهيت مدينة على الفرات مشهور يزار والأخبار في مناقب ابن المبارك وشمائله أشهر وأكثر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها انتهى. وقد بسط الكلام في بعض حكاياته وفضائله اليافعي في مرآة الجنان وابن خلكان والقاري. وغيرهم وذكرت نبذاً من ذلك في رسالتى مذيلة الدراية لمقدمة الهداية وبالجملة فجلالته ووثاقته متفق عليها فلا حاجة إلى التطويل في ذلك وفيما نقلناه كفاية.
[عبد الله (١) بن محمد] بن يعقوب بن الحارث الأستاذ السبذموني عن السمعاني أن كان كثير الحديث
(١) عده المحدث ولي الله الدهلوي في رسالته الانتباه من أصحاب الوجوه حيث قال أما شمس الأئمة الحلوانى فهو من المتقدمين أهل التخريج وكذلك أبو علىّ النسفي وأبو بكر محمد بن الفضل وعبد الله الأستاذ السبذموني فكلهم من أصحاب الوجوه وإليهم مرجع الفقهاء الحنفية انتهى وفسر هو في رسالته الإنصاف في بيان سبب الاختلاف أصحاب الوجوه بما يوجب أن تكون درجتهم بين المجتهد المنتسب وبين مجتهد =