للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان معروفاً بالأستاذ ولد سنة ثمان وخمسين وماتين ومات في شوال سنة أربعين وثلاث أخذ عن أبي عبد الله بن أبى حفص الكبير عن أبيه عن محمد وله كشف الآثار الشريفة في مناقب أبي حنيفة (قال الجامع) ذكره السمعاني في ذكر السبذموني بعد ما ذكر أن نسبة إلى سبذمون بضم السين أو فتحها وفتح الباء وسكون الذال المعجمة وضم الميم في آخره نون قرية من قرى بخارى على نصف فرسخ وقال


= المذهب حيث قال المشتغل بالفقه لا يخلو عن حالتين إحداهما أن يكون أكبر همته معرفة المسائل التي قد أجاب فيها المجتهدون من أدلتها التفصيلية ونقدها وتنقيح مأخذها وترجيح بعضها على بعض وهذا أمر جليل لا يتم له إلا بإمام يتأسى به قد كفى مؤنة المسائل وإيراد الدلائل في كل باب فيستعين به في ذلك ثم يشتغل بالنقد والترجيح ولا بد لهذا المقتدي أن يستحسن شيئاً مما سبق إليه امامه ويستدرك عليه أشياء فإن كان استدراكهـ أقل من موافقته عد من أصحاب الوجوه في المذهب وإن كان أكثر بعد تفرده وجهاً في المذهب وكان مع ذلك منتسباً إلى صاحب المذهب ممتازاً عمن انتسب بإمام آخر في كثير من أصول مذهبه وفروعه وهذا هو المجتهد المطلق المنتسب. وثانيتهما أن يكون أكبر همه معرفة المسائل التى يستفتيه المستفتون فيها مما لم يتكلم فيه المتقدمون وحاجته إلى إمام يتأسى به في الأصول الممهدة في كل باب أشد من حاجة الأول لأن مسائل الفقه متعانقة فروعها تتعلق بأمهاتها وقد يوجد بمثل هذا استدراكات على إمامه بالكتاب والسنة وآثار السلف والقياس لكنها قليلة بالنسبة إلى موافقاته وهذا هو المجتهد في المذهب. والحالة الثالثة أن يستفرغ جهده أولا في معرفة أدلة ما سبق إليه ثم يستفرغ جهده ثانياً في التفريع على ما اختاره واستحصنه وهي حالة بعيدة غير واقعة لبعد العهد من زمان الوحي واحتياج في كثير مما لا بد في علمه إلى من مضى من رواة الأحاديث على تشعب متونها وطرقها ومعرفة مراتب الرجال ومراتب صحة الحديث وضعفه وجمع ما اختلف فيه من الأحاديث والآثار ومن معرفة غريب اللغة وأصول الفقه ومن رواية المسائل التي سبق التكلم فيها من المتقدمين مع كثرتها جداً وتباينها ومن توجيه أفكاره في تمييز تلك الروايات وعرضها على الأدلة وإنما كان هذا يتيسر للطراز الأول من المجتهدين حين كان العهد قريباً والعلوم غير متشعبة على أنه لم يتيسر ذلك أيضاً إلا للنفوس القليلة وهم مع ذلك كانوا مقتدين بمشايخهم معتمدين عليهم ولكن لكثرة تصرفاتهم في العلم صاروا مستقلين انتهى ملخصاً وهو كلام حسن جداً ينبغي الاعتناء به وحفظه وقال أحمد بن حجر الهيثمي المكي الشافعي في رسالته شن الغاره على من أظهر معرة تقوَّله في الخنا وعواره المجتهد إما مجتهد مطلق أو منتسب أو مجتهد مذهب أو فتوى ثم مجتهدوا المذهب هم أصحاب الوجوه وهي كما قال النووى عن ابن الصلاح لأصحاب الشافعي المنتسبين إلى مذهبه يخرجون المسائل على أصوله ويستنبطونها من قواعده ويجتهدون في بعضها انتهى وفيه تفصيل حسن لبيان أقسام الاجتهاد والإفتاء وتقسيم التخريخ والترجيح وذكر بعض من اتصف بها من العلماء فليرجع إليه.

<<  <   >  >>