الصغير والكبير في حفظ الجامع الصغير فهممت أن أجمع بينهما ولا أتجاوز فيه عنهما إلا ما دعت الضرورة إليه وسميته بداية المبتدي ولو وفقت لشرحه سميته بكفاية المنتهي انتهى وقد وفق لشرحه وسماه بكفاية المنتهي ثم اختصره وساه الهداية وكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وتفقه عليه غفير منهم أولاده (١) الأمجاد شيخ الإسلام جلال الدين محمد ونظام الدين عمر وشيخ الإسلام عماد الدين بن أبي بكر بن صاحب الهداية ومنهم شمس الأئمة الكردرى وجلال الدين محمود بن الحسين الاستروشنى والد المفتى محمد صاحب الفصول الاستروشنية وغيرهم وقال برهان الإسلام الزرنوجي تلميذ صاحب الهداية في الفصل الثاني من كتابه تعليم المتعلم أنشدني الشيخ الإمام الأجل الأستاذ صاحب الهداية.
فساد كبير عالم متهتك * وأكبر منه جاهل متنسك ... هما فتنة في العالمين عظيمة * لمن بهما في دينه يتمسك انتهى وقال في فصل بداية السبق كان أستاذنا شيخ الإسلام برهان الدين يوقف السبق وبدايته على الأربعاء وكان يروي في ذلك حديثًا ويقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من شيء بدئ يوم الأربعاء إلا تم" وهكذا كان يفعل أبو حنيفة انتهى وقال أيضاً ينبغي أن لا يكون لطالب العلم فترة فإنها آفة قال أستاذنا شيخ الإسلام برهان الدين إنما فقت شركائي بأنى لم تقع لى الفترة في التحصيل انتهى. وقال أيضاً ينبغي للطالب أن يحصل كتاب الوصية التى كتبها أبو حنيفة ليوسف بن خالد عند الرجوع إلى أهله وقد كان أستاذنا برهان الأئمة علي بن أبي بكر أمرني بكتابته عند الرجوع إلى بلدي وكتبته انتهى وقال في فصل وقت التحصيل قال أستاذا شيخ الإسلام برهان الدين في مشيخته كم من شيخ كبير أدركته وما استخرجته وأقول على هذا الفوت هذا البيت:
لهفي على فوت الليالي لهفي ... كله فات ويبقى يا لهفي
(قال الجامع) قد طالعت الهداية مع شروحها ومختارات النوازل وكل تصانيفه مقبولة معتمدة لاسيما الهداية فإنه لم يزل مرجعا للفضلاء ومنظراً للفقهاء وقد ذكرت قدراً من ترجة صاحب الهداية مع ذكر كثير من عاداته وآدابه وفضائله في مقدمة الهداية ثم جعلت له ذيلا مسمى بمذيلة الدراية فليرجع إليهما
(١) سيأتي ذكر عماد الدين وعمر عن قريب وذكر محمد في حرف الميم ذكر ابن ابنه صاحب الفصول العمادية أبو الفتح عبد الرحيم بن عماد الدين ومر أيضاً ذكر عبد الأول من أحفاده وذكر صاحب عجائب المقدور في أخبار تيمور بعض أحفاده حيث قال حصل في أيام استيلائه بسمرقد مولانا عبد الملك وهو من أولاد صاحب الهداية كان يلقى الدرس ويعلم الشطرنج والترد وينظم الشعر في حالة واحدة وخواجه عبد الأول ابن عم عبد الملك انتهت إليه الرياسة في ما وراء النهر بعد ابن عمه ومولانا عصام الدين بن عبد الملك انتهت إليه الرياسة في يومنا هذا انتهى وذكر عليّ القارى جد صاحب الهداية وسماه بعمر بن حبيب وقال تفقه على شمس الأئمة السرخسي وقال صاحب الهداية تلقيت منه مسائل الخلاف قال ولقننى حديثاً وأنا صغير فحفظته عنه وكان صاحب حديث انتهى ملخصاً.