للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى برع وروى عن سفيان وغيره وعن مالك حديثًا واحدًا عن نافع عن ابن عمر كل مسكر خمر وكل مسكر حرام فإنه لما دخل على مالك ليسمع منه وقتيبة بن سعد حاضر فقال لمالك هذا يرى الإرجاء فأمر أن يقام من المجلس فقام ولم يسمع غير هذا الحديث مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. (قال الجامع) نقل علي القاري عن كتاب الرد على الجهمية لعبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني عيسى بن بنت إبراهيم بن طهمان قال كان إبراهيم بن يوسف شيخًا جليلًا فقيهًا من أصحاب أبي حنيفة طلب الحديث بعد أن تفقه في مذهبهم فأدرك ابن عيينة ووكيعًا ثم ذكر القاري أن إبراهيم بن يوسف روى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة أنه قال لا يحل لأحد أن يفتي بقولنا ما لم يعرف من أين قلنا انتهى ملخصًا. وفي (١) ميزان الاعتدال إبراهيم بن يوسف البلخي الفقيه عن حماد بن زيد وطبقته ولزم أبا يوسف حتى برع وثقه النسائي وقال أبو حاتم لا يشتغل به قلت هذا تحامل لأجل الإرجاء الذي فيه. وقد قال ابن حبان ظاهره الإرجاء واعتقاده في الباطن السنة انتهى. وسيأتي ذكر أخيه عصام بن يوسف في حرف العين وأن ابن حبان ذكرهما في كتاب الثقات. ونسبتهما إلى بلخ بفتح الباء الموحدة وسكون اللام آخره خاء معجمة بلدة من بلاد خراسان فتحت في زمن عثمان رضي الله عنه ذكره السمعاني. وذكر الفقيه أبو الليث نصر الفقيه في آخر كتاب النوازل وفاة إبراهيم في جمادي الأولى سنة تسع وثلاثين ومئتين ووفاة أخيه عصام


= وكان عالمًا بارعًا عارفًا بالمذهب جيد القريحة بصيرًا بالشعر له كتاب وفيات الأعيان من أحسن ما صنف في الفن انتهى كلامه ملخصًا واختلف في ضبط لفظ خلكان ووجه شهرته بابن خلكان فنقل عبد القادر العيدروس في النور السافر في أخبار القرن العاشر عن قطب الدين المكي أنه قال أن لفظ خلكان ضبط علي صورة الفعلين خل أمر من خلى أي ترك وكان ناقصة وسبب تسميته بذلك أنه كأن كثيرًا يقول كان والدي كذا كان والدي كذا فقيل خل كان ورأيت من ضبط يكون اللام والباقي على حاله انتهي وفي طبقات الشافعية لابن شهبة فقال الإسنوي خلكان قرية وهو وهم من الإسنوي وإنما هو اسم بعض أجداده انتهى.
(١) هو ميزان الاعتدال في أسماء الرجال أوله الحمد لله الحكم العدل العلي الكبير الخ قد طالعته مرات وهو كتاب جامع لنقد رواة الآثار حاو لتراجم أئمة الأخبار مع إيجاز العبارات وإيفاء الإشارات مؤلفه شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان التركماني الدمشقي الذهبي ولد في ربيع الآخر سنة ٦٧٣ وسمع كثيرًا من الخلائق يزيدون على ألف وأخذ الفقه عن كل الدين بن الزملكاني وغيره وقرأ القراءات وأتقنها وأتقن علم الحديث وقد التاريخ والرجل: قال السبكي في حقه محدث العصر خاتم الحفاظ إمام العصر حفظًا وإتقانًا توفي سنة ٧٤٠ كذا في طبقات ابن شهبة وقد طلعت من تصانيفه ميزان الاعتدال وسير النبلاء تاريخ مبسوط والعبر في أخبار من غير والكاشف مختصر تهذيب الكمال وله تصانيف كثيرة منها المغني في أسماء الرجل ومختصر سنن البيهقي ومختصر أطراف المزني وطبقات الحفاظ وطبقات القراء وتجريد الصحابة ومختصر مستدرك الحاكم ومختصر تاريخ نيسابور للحاكم ومختصر المعجم الكبير والصغير للطبراني وغير ذلك كان شافعي المذهب حنبلي المعتقد ذكره صاحب مدينة العلوم.

<<  <   >  >>