على جمال الدين محمود الحصيرى وشرح الجامع الكبير وصنف في العروض ولم يكن في بني أيوب حنفي سواء وتبعه ولده داود.
(قال الجامع) قد ذكر أن الأثير الجزري وفاته في الكامل في حوادث سنة ٦٢٤ وقال كان عالماً بعدة علوم فاضلاً فيها منها الفقه على مذهب أبي حنيفة فإنه كان قد اشتغل به كثيراً وصار من المتميزين فيه. ومنها علم النحو فإنه اشتغل به أيضًا اشتغالا زائداً وصار فيه فاضلا وكذلك اللغة وغيره وكان قد أمر أن يجمع له كتاب في اللغة جامع كبير فيه كتاب الصحاح ويضاف إليه ما فات الصحاح من التهذيب للأزهري والجمهرة لابن دريد وغيرها وكذلك أمر بأن يرتب مسند الإمام أحمد على الأبواب ويرد كل حديث إلى الباب الذى يقتضيه معناه وقصده العلماء من الآفاق فأكرمهم وأجرى عليهم الجرايات الوافرة وكان يجالسهم ويستفيد منهم ويفيدهم انتهى ملخصاً. وفي تاريخ ابن خلكان الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق كان عالي الهمة حازماً شجاعاً مهيباً فاضلا جامعاً شمل أرباب الفضائل محباً لهم وكان حنفي المذهب متعصباً لمذهبه وله فيه مشاركة حسنة ولم يكن في بني أيوب حنفي سواء وتبعه أولاده وكان قد حج في سنة إحدى عشرة وستمائة وكان يحب الأدب كثيراً ومدحه جماعة من الشعراء المجتهدين فأحسنوا في مدحه وكانت له رغبة في الأدب وسمعت أشعاراً منسوبة إليه ولم أستثبتها وقيل أن شرط لكل من يحفظ المفصل الزمخشرى مائة دينار وخلعة فحفظه لهذا السبب جماعة وكانت مملكته متسعة من حدود بلاد حمص إلى العريش يدخل في ذلك بلاد الساحل الإسلامية وبلاد الغور وفلسطين والقدس والكرك والشوبك وصرخد وغير ذلك وكانت ولادة في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وذكر أبو المظفر سبط ابن الجوزى في تاريخه مرآة الزمان أنه ولد في سنة ٥٧٦ وتوفي ليلة مستهل ذى الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة وقال غيره بل توفي يوم الجمعة ثامن ساعة من نهار سلخ ذي القعدة سنة ٦٢٤ بدمشق ودفن بقلعتها ثم نقل إلى جبل الصالحية ودفن في مدرسة هناك بها قبور جماعة من إخوته وأهل بيته تعرف بالعظمية وتولى موضعه ولده الناصر صلاح الدين داود وتوفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمائة في قرية يقال لها البويضا على باب دمشق ودفن عند والده وكانت ولادته يوم السبت سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وستمائة بدمشق انتهى ملخصاً. وقد ذكر اليافعى في مرآة الجنان والسيوطي في حسن المحاضرة ترجمته مختصرة مما قال ابن خلكان. وفي طبقات القاري عيسى بن أبي بكر بن أيوب الملك المعظم شرف الدين الفقيه الفاضل البارع النحوي اللغوى المجاهد في سبيل الله وُلد بالقاهرة ونشأ بالشام وقرأ القرآن وتفقه على مذهب أبي حنيفة فبرع فيه وحفظ المسعودي واعتنى بالجامع الكبير وشرحه في عدة مجلدات وصنف كتاباً سماه السهم المصيب في الرد على الخطيب وهو أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت البغدادى فيما تكلم به في حق أبي حنيفة في تاريخ بغداد وحدث ورجح وكان متغالياً في التعصب لمذهب أبي حنيفة قال له والده يوماً كيف اخترت مذهب أبي حنيفة وأهلك كلهم شافعية فقال أترغبون عن أن يكون فيكم