للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آكام المرجان في أحكام الجان في الباب الثلاثين منه فقال حدثنا القاضى جلال الدين أحمد ابن القاضى حسام الدين الرازى الحنفي قال سفرني والدى لإحضار أهله من المشرق فألجأنا المطر إلى أن ثمنا في مغارة وكنت في جماعة فبينا أن نائم إذا بشيء يوقظنى فانتهت فإذا أنا بامرأة وسط من النساء لها عين واحدة مشقوقة في الطول فارتعدت فقالت ما عليك بأس إنما أتيتك لأزوجك بابنة لي مثل القمر فقلت لخوفي منها على خيرة الله ثم نظرت فإذا برجال قد أقبلوا فنظرتهم فإذا هم كهيأة المرأة التى أتتنى عيونهم مشقوقة بالطول في هيأة قاض وشهود فخطب القاضي وعقد قبلتُ ونهضوا وعادت المرأة ومعها جارية حسناء إلاّ أن عينها مثل عين أمها وتركتها عندي وانصرفت فزاد خوفي واستيحاشي وبقيت أرمي من كان عندى بالحجارة حتى يستيقظوا فما انتبه أحد منهم ثم آن الرحيل فرحلنا وتلك الشابة لا تفارقني فمرَّت على هذا ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع أتتني المرأة وقالت كأن هذه الشابة ما أعجبتك وكأنك تحب فراقها فقلت أي والله فقالت طلقها فطلقّها فانصرفت ثم لم أرها بعد: وهذه الحكاية كانت تذكر عن


= قبله مثله بل ولا بعده ولخصه مع بعض زيادات الحافظ جلال الدين السيوطي وسماه لقط المرجان في أخبار الجان وقد طالعتهما بتمامهما وانتفعت بهما ومؤلف آكام المرجان القاضي بدر الدين محمد بن عبد الله الشبلى الحنفي وهو من تلامذة الحافظ الذهبي والمزي كما يعلم من مطالعة آكام المرجان فإنه ذكرها في مواضع منه بلفظ شيخنا وذكر فيه أيضاً أن له رسالة مسماة بقلادة النحر في تفسير سورة الكوثر ورسالة أخرى مسماة بمحاسن الوسائل إلى معرفة الأوائل ونقل محمد بن محمد الشهير بابن أمير حاج الحلبى في حلية المحلى شرح منية المصلى مسألة عن رسالته في الأوائل ووصفه بالفاضل حيث قال في بحث كراهة قيام الإمام وحده في الطاق قد رأي العبد الضعيف غفر الله له في مؤلف يسمى بمحاسن الوسائل إلى معرفة الأوائل تأليف فاضل متأخر من أهل المذهب يدعى أبا عبد الله محمد بن عبد الله الشبلى الدمشقي ما لفظه: قال أبو عروبة أنبأنا أبو كريب أنبأنا أبو بكر قال هذا الطاق لم يكن في المسجد يعني مسجد خالد بن عبد الله وكان يكره القيام فيه قلت لهذا كره أبو حنيفة للإمام أن يقف في الطاق وعلل بأنه ليس من المسجد وأراد بذلك أبو حنيفة مسجد الكوفة فأما المساجد التي بنيت وفيها الطاق ابتداء فهو من جملة المسجد فلا يكره للإمام الوقوف فيه والطاق هو المحراب انتهى فهذا يؤيد ما بحثه شيخنا ويفيد أن كرامة قيام الإمام في الطاق إنما هو في طاق مخصوص وهو طاق مسجد الكوفة الذي أحدثه خالد لكونه مغصوباً انتهى كلام ابن أمير حاج وقد ترجه شيخه أبو عبد الله الذهبي في كتابه المعجم المختص فقال محمد بن عبد الله الفقيه العالم المحدث بدر الدين أبو البقاء الشبلى الدمشقي الحنفي من رؤساء الطلبة وفضلاء الشباب سمع الكثير عني بالرواية وقرأ على الشيوخ ألف كتاباً في الأوائل ومولده سنة ٧١٠ انتهى وذكر صاحب كشف الظنون أن وفاته سنة ٧٦٩.

<<  <   >  >>