للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إحدى وستين وثمانمائة وأخذ عنه شمس الدين محمد الشهير بابن أمير حاج الحلبى ومحمد بن محمد ابن الشحنة وسيف الدين (١) بن عمر قطلوبغا وغيرهم. (قال الجامع) قد طالعت من تصانيفه فتح القدير من الابتداء إلى كتاب الوكالة وهو مبلغ تأليفه وتحرير الأصول والمسايرة في العقائد وزاد الفقير مختصر في مسائل الصلاة ورسالة في إعراب سبحان الله وبحمده وكلها مشتملة على فوائد فلما توجد في غيرها وقد سلك في أكثر تصانيفه لاسيما في فتح التقدير مسلك الإنصاف متجنباً عن التعصب المذهبى والاعتساف إلا ما شاء الله وقد أطال السيوطي في ترجمته في البغية وقل ولد سنة تسعين وسبعمائة وتفقه بالسراج قاري الهداية ولازمه في الأصول وغيره وانتفع به وبالمحب ابن الشحنة لمقدم القاهرة سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ولازمه ورجع معه إلى حلب وأقام عنده إلى أن مات وأخذ العربية عن الجمال الحميدى والأصول وغيره عن البساطي والحديث عن أبي زرعة العراقي وسمع الحديث على الجمال الحنبلى والشمس الشامي وأجاز له المراغى وابن ظهيرة وتقدم على أقرانه وبرع في العلوم وتصدى لنشر العلم فانتفع به خلق كثير.

(وكان علامة في الفقه والأصول والنحو والصرف والمعاني والبيان والتصوف والويسيقي محققاً جدلياً نظاراً وكان له نصيب وافر مما لأرباب الأحوال من الكشف والكرامات وكان تجرد أولا بالكلية فقال له أهل الطريق ارجع فإن للناس حاجة بعلمك وكان يأتيه الوارد كما يأتى الصوفية لكنه يقلع عنه بسرعة لأجل مخالطة الناس أخبرني بعض الصوفية من أصحابه أنه كان عنده في بيته الذى بمصر فأتاه الوارد فقام مسرعا وأخذ بيدي يجرنى وهو يعدو في مشيته وما زلت أجرى معه إلى أن وقف على المراكب فقال ما لكم واقفين هاهنا قالوا أوقفنا الريح وما هو باختيارنا فقال هو الذي يوقفكم فقالو نعم ثم أقلع عنه الوارد فقال لي لعلي شققت عليا فقلت أي والله انقطع قلبي من الجري فقال لا تأخذ علي فإني أشعر بشيء مما فعلته وكان يلازم لبس الطيلسان كما هو سنة الفقهاء وكان يرخيه كثيراً على وجه، وكان يخفف صلاته كما هو شأن الأبدال وكان أفتى برهة من عمره ثم ترك الإفتاء جملة وولى من الوظائف تدريس الفقه بالمنصورية والأشرفية والشيخونية مات يوم الجمعة سابع رمضان سنة إحدى وستين وثمانمائة انتهى ملخصاً.


= المتوفى سنة ٨٦١ كان الشيخ كمال الدين بن الهمام يتردد إليه وأتى إليه يوماً ومعه تأليفه التحرير في أصول الفقه فنظره الشيخ أبو العباس فقال هو كتاب مليح إلا أنه لا ينتفع به أحد فكان الأمر كما قال الشيخ.
(١) هو محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا البكتمري العلامة الورع الزاهد ولد تقريباً على رأس سنة ٨٠٠ وأخذ عن السراج قاري الهداية والتفهني ولازم ابن الهمام وانتفع به وبرع في الفقه والأصول والنحو وكان ابن الهمام يقول هو محقق الديار المصرية مع ما هو عليه من سلوك طريق السلف والعبادة والخير ولي التدريس بأماكن منها درس التفسير بالمنصورية وله حاشية علي التوضيح كثيرة الفوائد مات في ذى القعدة في سنة ٨٨١ كذا قال السيوطي في حسن المحاضرة وقال هو آخر شيوخي موتاً لم يتأخر بعده أحد ممن أخذت عنه العلم إلا رجل قرأت عليه ورقات من المنهاج وذكر مثله في البغية.

<<  <   >  >>