نور الدين محمود بن زنكي وأخذوا عليه تصحيفاً كثيراً فانعزل عن التدريس وسار إلى دمشق. وكان صاحب البدائع قد ورد في ذلك الزمان رسولا فكتب له نور الدين خطة بالمدرسة الحلاوية فتولى التدريس بها وتوفي الرضى بدمشق. ولما مرض أخرج ستمائة دينار وأوصى أن تنفق على الفقهاء انتهى. وصادفت ما حرره مولانا قطب الدين الحنفي نزيل مكة وكان قد ألف طبقات الحنفية وطالع عليها نسخاً كثيرة وعملها في مدة مديدة ثم احترق مع كتبه وكان في صدد تجديدها حيث قال في ترجمته برهان الدين صاحب المحيط البرهاني محمود بن الصدر السعيد تاج الدين أحمد بن برهان الدين الصدر الكبير عبد العزيز بن عمر بن مازه ابن أخ الحسام الصدر الشهيد وحسام الدين أستاذ صاحب المحيط وصاحب الهداية ويعنى بصاحب المحيط رضى الدين برهان الإسلام محمد بن محمد بن محمد السرخسي مصنف المحيط الكبير. قال الفيروزآبادي في ترجمته هذا المحيط نحو من أربعين مجلداً رأيته بشيراز وملكته وهو أربع محيطات والثاني عشر مجلدات والثالث أربع مجلدات والرابع في مجلدين وهذه الثلاثة الأخيرة موجودة بمصر والشام. وكان وفاته يعنى رضى الدين في سنة أربع وأربعين وخمسمائة انتهى كلام الفيروزآبادى. قلت فلعل هذا المحيط هو البرهاني لمحمود نسبة للمؤلف إلى جده برهان الأئمة. قال أن أمير حاج في شرحه على مقدمة أبي الليث بعد أن استطرد إلى نقل مسألة من المحيط البرهاني هذا المحيط لا يوجد بديارنا والموجود بايدى الناس إنما هو المحيط الرضوي انتهى. ويظهر إلى أن صاحب المحيط البرهاني متأخر عن صاحب المحيط الرضوى قليلا انتهى كلام قطب الدين. وكما قال الفيروزآبادى في ترجمة رضي الدين قال عبد القادر أيضاً في الجواهر المضية محمد بن محمد بن محمد الملقب برضى الدين برهان الإسلام السرخسي مصنف المحيط وهو أربع مصنفات المحيط الكبير وهو نحو من أربعين مجلداً أخبرني بعض أصحابنا الحنفية أنه رآه في بعض بلاد الروم والثاني عشر مجلدات والثالث أربع مجلدات والرابع في مجلدين وهذه الثلاثة رأيتها بالقاهرة وملكت منها اثنين الصغير والوسط انتهى. وقال المولي الفاضل على بن أمر الله بن محمد الشهير بابن الحنائى هذا الموضع مما ضبط فيه المصنف ولم يحط به علماً والصواب أن المحيط الذي جعله كبيراً ليس تصنيف رضي الدين السرخسى إنما تصنيفه المحيط الذى جعله وسطاً والذي جعله صغيراً وأما الكبير فهو للإمام برهان الدين ابن أخ الصدر الشهيد وأصحابنا يفرقون بين المحيطين فيقولون للكبير المحيط البرهانى ولغيره المحيط السرخسي.
(قال الجامع) كما قال الفيروزآبادي قال صاحب مدينة العلوم من الكتب الفقهية المحيط للشيخ رضي الدين برهان الإسلام محمد بن محمد بن محمد السرخسي صنف المحيط أربع مصنفات كبير في أربعين مجلداً ومتوسط في اثني عشر مجلداً وصغير في مجلدات أربعة وصغير في مجلدين وقدم حلب ودرس بعد محمود الغزنوي انتهى. وفى كشف الظنون محيط السرخسي عشر مجلدات ويقال له الرضوي صنفه أولا ثم لخصه قال فيه جمعت عامة مسائل الفقه مع مبانيها ومعانيها أبدأ كل باب بمسائل المبسوط لما أنها أصول مثبتة وأردفها بمسائل النوادر لما انها أصول المسائل المنزوعة ثم بمسائل الجامع وسماة محيطا لشموله