(قلت - كتاب السر المكتوم في علم النجوم ليس من مؤلفات فخر الدين وإنما هو من وضع بعض الملاحدة نسبه إليه ليروجه بين الناس وقد تبرأ الرازي نفسه من هذه الكتاب في بعض مصنفاته فالظاهر أنه نسب إليه وهو حي) وله شرح أسماء الله الحسنى وشرح الوجيز في الفقه وشرح سقط الزند للمعري وشرح كليات القانون في الطب وغير ذلك وكل كتبه مفيدة وانتشرت تصانيفه في البلاد ورزق فها سعادة عظيمة وله في الوعظ يد طولى وكان يعظ باللسانين العربي والعجمى وكان يلحقه الوجد حال الوعظ ويكثر البكاء وكان يحضر بمجلسه بهراة أرباب المذاهب والمقالات ويسألونه وهو يجيب كل سائل بأحسن الأجوبة وتجئ إلى مجلسه الأكابر والملوك وكان إذا ركب مشى معه ثلاثمائة مشتغل ورجع بسببه خلق كثير من الكرامية وغيرهم وكان بهراة يلقب بشيخ الإسلام وكان مبدأ اشتغاله على والده ثم اشتغل على المجد الجيلى صاحب محمد بن يحيى تلميذ الإمام الغزالى وقرأ عليه مدة طويلة ثم قصد خوارزم وقد تمهر في العلوم فجرى بينه وبين أهلها كلام فيما يرجع إلى الاعتقاد ثم قصد ما وراء النهر فجرى له هناك كذلك فعاد إلى الريّ وكان بها طبيب حاذق له ثروة ونعمة وكان له ابنتان ولفخر الدين الرازي ابنان فمرض الطبيب فزوج ابنتيه لولدي فخر الدين فلما مات استولى الإمام على أمواله ثم ذهب إلى خراسان واتصل بخوارزم شاه ونال عنده أسني المراتب ثم قدم هراة ونال من الدولة أكرامًا عظيما فاشتد ذلك على الكرامية ولم يزل بينه وبينهم السيف الأحمر حتى قيل إنهم سموه فمات يوم عيد الفطر من سنة ٦٠٦ وكانت ولادته في رمضان سنة ٥٤٤ وذكر هو في كتابه تحصيل الحق أنه اشتغل بعلم الأصول على والده ضياء الدين عمر وهو على أبي القاسم سليمان بن ناصر وهو على إمام