(قال الجامع) قد طلعت الذخيرة وهو مجموع نفيس معتبر أوله الحمد لله مستحق المجد والثناء ومنزل اللطف والنعماء الخ وقال بعد الحمد والصلاة أما بعد فإن سيدنا ومولان الصدر الشهيد الأكبر إمام أهل الأرض أستاذ البشر حسام الملة والدين برهان الأئمة المهتدين تغمده الله بالرحمة والرضوان لجمع مسائل قد استفق عنها وأحال جواب كل مسألة إلى كتاب موثوق به أو إمام معتمد عليه وهي وإن صغر حجمها فقد هدى إلى كثير من الأحكام وقد جمعت أنا في حداثة سنى وعنفوان عمري وصدر أمرى في الإفتاء ما رفع إلى من مسائل الواقعات أيضاً وضممت إليها أجناساً من الحوادث وجعت أيضاً جمعاً آخر مدة مقاهى بسمرقند وذكرت فيها جواب ظاهر الرواية وأضفت إليها روايات النوادر وما فيها من أقاويل المشايخ وكان يقع في قلبى أن أجمع بين هذه الأصول الثلاثة وأهد لها أساساً واجعلها أصنافاً وأجناساً فشرعت في هذا الجمع الخ إلى أن قال وسميت المجموع الذخيرة وشحنته بفوائد الكثيرة انتهى. وطالعت أيضاً المجلد الأول من محيط، وهو المعروف بالمحيط البرهاني وهو نحو من أربعين مجلداً كما ما ذكره بعضهم كما مر مع ماله وما عليه في ترجمة رضي الدين محمد بن محمد بن محمد السرخسي أوله الحمد لله خالق الأشباح بقدرته وفالق الإصباح برحمته شارع الشرائع بفضله الخ وقال بعد الحمد والصلاة قال العبد الضعيف الراجي لفضل الله الخائف لعدله المعتمد على كرمه محمد بن الصدر الكبير تاج الدين أحمد بن الصدر برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر أن معرفة أحكام الدين من أشرف المناصب الخ إلى أن قال بعد مدح الصحابة والتابعين ومن بعدهم من ناشرى الدين ولم يزل العلم موروثا من أول لآخر ومنقولا من كابر الكابر حتى انتهى إلى جدودى واسلا في السعداء الشهداء فكأنهم شرحوا ما بقى من الفقه مجملا الخ إلى أن قال وقد وقع في رأي أن اتبعهم بتأليف أصل جليل يجمع جل الحوادث الحكمية والنوازل الشرعية ليكون عرفا فى حال حياتى وإحسانا لي بعد وفاتى وقد انضم إلى هذا الرأي الصائب التماس بعض الإخوان فقالت التماسهم بالإجابة وجمعت مسائل المبسوط والجامعين والسيرين والزيادات وألحقت بها مسائل النوادر والفتاوي والواقعات وضممت إليها من الفوائد التى استفدتها من سيدي ومولاى والدي تغمده الله برحمته وسميت الكتاب بالمحيط انتهى ملخصاً.
(وهذا) كما ترى يرشدك إلى أن اسمه محمد وهو خلاف ما أجمعت عليه كلمات أكثرهم من أن اسمه محمود فلتراجع نسخة أخرى والي أن تصنيف ذخيرته بعد تصنيف محيطه.
(وليعلم) أنه ذكر ابن أمير حاج الحلبى في حلية المحلى شرح منية المصلى في شرح الديباجة وفي بحث الاغتسال أنه لم يقف على المحيط البرهاني ونقل صاحب البحر الرائق عنه أنه مفقود في ديارنا ثم حكم بأنه لا يجوز الإفتاء منه واستند لما ذكره ابن الهمام أنه لا يحل النقل من الكتب الغريبة كما مر منا نقله في ترجمة رضي الدين محمد بن محمد السرخسي وظن بعضهم أن حكمه بعدم جواز الإفتاء منه لكونه جامعاً للرطب واليابس وبناء عليه ذكرته في رسالتى النافع الكبير في عداد الكتب الغير المعتبرة ثم لما منحنى الله مطالعته رأيته كتاباً نفيساً مشتملا على مسائل معتمدة متجنباً عن المسائل الغريبة الغير المعتبرة إلا في مواضع