للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الكمال وله في مباحث الحديث أنصاف لا يميل إلى الاعتساف: وفي الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر ذكر لي شيخنا الزين العراقي أنه كان مرافقا للزيلعي في مطالعة الكتب الحديثية لتخريج الكتب التى كانا قد اعتنيا بتخريجها فالعراقى لتخريج أحاديث الأحياء والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في كل باب والزيلعي لتخريج أحاديث الهداية والكشاف وكل منهما يعين الآخر انتهى وقد وقع الاختلاف في تسمية الزيلعي صاحب الترجمة فسماه الكفوي كما تراه يوسف بن عبد الله ووافقه كلام صاحب الكشف عند ذكر الهداية وخرَّج الشيخ جمال الدين يوسف الزيلعي المتوفى سنة ٧٦٢ أحاديثه وسماه نصب الراية لأحاديث الهداية كذا بخط السخاوي ولخصه الشيخ أحمد بن حجر العسقلانى وسماء الدراية في أحاديث الهداية انتهى وكلامه عند ذكر الكشاف يدل على عكس ذلك (١) حيث قال وممن خرج أحاديثه جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي المتوفى سنة ٧٦٢ ولخص (٢) كتابه الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي ابن حجر انتهى وكذا سماه الشيخ محمد بن عليّ الشنوانى المصري في رسالته الدرر السنية فيما علا من الأسانيد الشنوانية والشيخ محمد المعروف بارتضا عليّ خان الجوفاموي في رسالته مدارج الإسناد والشيخ


(١) قال بعض أفاضل عصرنا فى كتابه الاكسير فى أصول التفسير عند ذكر الكشاف ما معربه أن تخريج أحاديث الكشاف للإمام المحدث جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي المتوفى سنة ٧٦٢ لخص فيه كتاب الحافظ الكبير ابن حجر العسقلانى المسمى بالكاف الشاف في تحرير أحاديث الكشاف وقال فيه استوعب ابن حجر ما فيه من الأحاديث المرفوعة فأكثر من تبيين طرقها وتسمية مخرجيها على نمط ما في أحاديث الهداية لكنه فاته كثير من الأحاديث المرفوعة التى يذكرها الزمخشرى بطريق الإشارة ولم يتعرض غالبًا للآثار الموقوفة انتهى كلامه بتعريبه ولا يخفى على من له نظر في كشف الظنون أن هذا خطأ فاحش فإن مفاده أن تخريج الزيلعي ملخص من تخريج العسقلانى وليس كذاب بل الأمر بالعكس وقد طالعت تخريج العسقلاني قال فيه بعد الحمد والصلاة هذا تلخيص تخريج الأحاديث الواقعة في الكشاف الذى خرجه الإمام أبو محمد الزيلعى لحصته مستوفيًا لمقاصده غير مخل بشيء من فوائده وقد كنت تتبعت جملة كثيرة لاسيما من الموقوفات فإنه ترك تخريجها إما سهوًا وإما عمدًا ثم أخذت ذلك وأضفته إلى المختصر من هذا التلخيص واقتصرت في هذا على تجريد الأصل انتهى.
(٢) وقد وقع مثل هذا الاختلاف تبعًا لصاحب الكشف من بعض أفاضل عصرنا في إتحاف النبلاء حيث قال في حرف التاء تخرج أحاديث الهداية للشيخ جمال الدين يوسف الزيلعي المتوفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة واسمه نصب الراية لأحاديث الهداية انتهى ثم قال في صفحة أخرى تخريج أحاديث الكشاف للأنام المحدث جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي المتوفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة انتهى ولعمرى أن من تتبع صاحب الكشف ولم ينقد ولم يحقق وقع في كثير من الاختلافات والأغلاط والاضطرابات ومن نظر في إتحاف النبلاء من أوله إلى آخره يجده مملوء من أمثال هذه الأمور.

<<  <   >  >>