(١) هو من كبار أصحاب الشافعي معدود في المجتهدين المنتسبين وعده بعضهم مجتهداً مستقلاً وهو إسماعيل بن أبي بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم المزني المصري تلميذ الإمام الشافعي قال أبو إسحاق كان زاهداً عالماً مجتهداً مناظراً غواصاً على المعانى الدقيقة ولد سنة ١٧٥ وتوفي في شوال سنة ٢٦٤ وكان مجاب الدعوة كذا في طبقات ابن شهبة وفي مرآة الجنان أنه أعرفهم بطريق الشافي وفتاواه صنف كتباً كثيرة منها الجامع الكبير والجامع الصغير والمختصر وهو أصل الكتب المصنفة في مذهب الشافعي والمزني نسبة إلى مزينة كلب انتهى ملخصاً. (٢) هذا يدلك على جواز الانتقال من مذهب إلى مذهب وأما ما في بعض الفتوى أن المنتقل يعزر فمحمول على ما إذا انتقل لغرض دنيوى أو بتحقير المذهب المنتقل عنه وإلا فلا وما في بعض الفتاوي أنه يجوز للشافعي أن يكون حنفياً ولا يجوز العكس فتعصب لائح وتشدد واضح لا يلتفت إليه. (٣) قال شاه عبد العزيز الدهلوي في بستان المحدثين هذا الحكم على مذهب المزني لا على مذهبه فإن مثل هذا اليمين على رأي الحنفية من اللغو ولا كفارة فيه بخلاف الشافعية فإنه عندهم من المنعقدة واللغو هو ما جرى على اللسان بغير قصد انتهى ملخصاً معرباً. قلت هذا إنما يصح إذا كان يمينه بلفظ لا جاء منك شيء على لفظة الماضني كما في بعض الكتب وأما إذا كان يمينه بلفظة لا يجيء على الاستقبال فالكفارة واجبة فيه عندنا أيضاً كما لا يخفى على ماهر في الفقه.