للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنة إحدى وعشرين وثمانمائة سمعت من فوائده كثيرًا ونظم نخبة الفكر التى لخصتها فى علوم الحديث وشرح نخبة الفكر أيضًا رأيته بخطه وكان جده محمد بن خلف الله فقيهًا شافعي المذهب متصدرًا بجامع عمرو بن العاص انتهى ملخصًا. وذكر السيوطي فى البغية فى ترجمة ابن خلف الله محمد بن خلف الله ابن خليفة بن محمد التميمى القسطنطينى (١) المعروف بابن الشمنى أبو عبد الله قال ابن مكتوم ذو فنون حسن المذاكرة ولد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة والشمنى بضم الشين المعجمة والميم وتشديد النون قلت هو الجد الأعلى لشيخنا الإمام تقي الدين الشمنى ورأيت له تأليفًا انتهى. وقد طالعت من تصانيف صاحب الترجمة شرح النقاية واسمه كمال الدراية وحاشية مغنى اللبيب وهو أستاذ جلال الدين السيوطي وشمس الدين السخاوي. قال (٢) السخاوي فى الضوء اللامع فى أعيان القرآن التاسع أحمد بن محمد ابن محمد بن حسن التقى أبو العباس القسطنطينى الأصل الاسكندرى المولد القاهري المنشأ المالكي ثم


(١) قلت القسطنطينى نسبة إلى قسطنطينة بلدة من أعمال تونس.
(٢) هو الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبى بكر بن عثمان السخاوي نسبة إلى سخا قرية من قرى مصر المصري الشافعي ولد في ربيع الأول سنة ٨٣١ وحفظ القرآن وجوّده وبرع في الفقه والعربية والقراءة وغيرها وشارك في الفرائض والحساب والميقات وأخذ عن جماعة لا يحصون يزيدون على أربعمائة وسمع الكثير على شيخه الشهاب الحافظ أن حجر العسقلاني وأقبل عليه إقبالًا بالكلية وسمع عليه جل كتبه ولم يفارقه إلى أن مات وتدرب معه في معرفة العالي والنازل والكشف عن التراجم والمتون وجال البلاد وجد في الرحلة وارتحل إلى حلب ودمشق والقدس ونابلس والرملة وبعلبك وحمص وغيرها وحج بعد وفات شيخه ابن حجر ولقى جماعة من العلماء فأخذ عنهم كأبي الفتح والبرهان الزمزي والتقى بن فهد وابن ظهيرة ورجع إلى القاهرة ملازمًا للسماع والتخريج ثم توجه إلى الحج سنة ٨٧٠ وحدث هناك بأشياء من تصانيفه ولما رجع إلى القاهرة شرع في املاء تكملة تخريج شيخه للأذكار ثم حج سنة ٨٨٥ وجاور إلى سنة ٨٨٧ ثم حج سنة ٨٩٢ وجاور إلى سنة ٨٩٤ ثم حج في سنة ٨٩٦ وجاور إلى أثناء سنة ٨٩٨ ثم جاور بالمدينة إلى أن توفي في شعبان سنة ٩٠٢ هناك ومن تصانيفه فتح المغيث بشرح إلفية الحديث لا يعلم في هذا الفن أجمع منه ولا أكثر تحقيقًا لمن تدبره والمقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع والضوء اللامع وعمدة المحتج في حكم الشطرنج والمنهل العذب الروى في ترجمة النووي والجواهر والدرر في ترجمة شيخه ابن حجر والفوائد الحلبية في الأسماء النبوية والفخر العلوي في المواد النبوي ورجحان الكفة في مناقب أهل الصفة والأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل وغير ذلك كذا في النور السافر في أخبار القرن العاشر وقد طالعت من تصانيفه الضوء اللامع والمقاصد الحسنة وفتح المغيث وارتياح الأكباد بفقد الأولاد وكلها نفيسة جدًا مشتملة على فوائد مطربة.

<<  <   >  >>