صنف في هذا الباب فيه فوائد كثيرة نافعة لأولى الألباب قد ذكر فيه مشاهير الحنفية من عصر الإمام إلى عصره مع ذكر سلاسل تلامذتهم ووفياتهم ومواليدهم وتصنيفاتهم وآثارهم وحكاياتهم وأورد في ترجمة كل فقيه فوائد من تصانيفهم وفرائد من تآليفهم ورتبه على كتائب عديدة وأورد في كل كتيبة تراجم جماعة غفيرة وختم كل كتيبة بذكر جماعة من الأولياء والصلحاء الذين بذكرهم تنزل الرحمة وتندفع القسمة فلخصت من كتابه تراجم الفقهاء من دون حذف ما يتعلق بها حاذفا الفوائد التي لا تتعلق بها وتركت ذكر الأولياء والصلحاء لما أن التصانيف في أحوالهم قد كثرت والدفاتر في أخبارهم قد اشتهرت * ثم زدت معلماً بقولى قال الجامع بعد الفراغ من التلخيص من كتب أخر صنفت في هذا الباب من الفوائد التي يستحسنها أولو الألباب فالترجمة التي ليس فيها قال الجامع فهي من الأصل وما هو فيها فقبله من الأصل وبعده من هذا الجامع ورتبت التراجم على حروف المعجم ليكون الانتفاع أسهل والتحصيل أكمل وبدأت بمقدمة فيها ما يفيد البصيرة وختمت بخاتمة فيها فوائد جليلة وسميت هذا المجموع (بالفوائد البهية في تراجم الحنفية). وكان الفراغ من تلخيص الأصل في مدة شهر واحد وهو شهر جمادي الآخرة من شهور السنة الحادية والتسعين بعد الألف والمائتين حين إقامتي بالوطن حفظ عن شرور الزمن والفراغ من تهذيبه وترتيبه في مدة أربعة أشهر من شهور السنة الحادية والثانية بعد التسعين
= بارسا عن محمد الطاهرى عن صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود وابن عبد الوهاب أخذ عن أحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا تلميذ مصلح الدين القسطلاني تلميذ خضر بيك تلميذ محمد بن ادمغان تلميذ شمس الدين محمد الفنارى تلميذ أكمل الدين محمد البابرتي انتهى ملخصاً. وقال في ترجمة محمد بن عبد القادر كان الفقير من أصحاب درس الهداية وكان المرحوم بدر الدين محمود السيرافي من شركاء درسنا ويحضر درسنا أيضاً أكبر أولاده مصطفى مات شابا مدرساً ببرسا سنة ٩٦٢ ثم كان يحضر أصلح أولاده محي الدين محمد جلبي بن الشيخ محمد جوي زاده وقد وصلت إلى خدمته من خدمة الفاضل عبد الرحمن جلبي فقرأت عليه نبذاً من الهداية ثم التلويح ثم في سنة ٩٥٩ دخلت في سلك الملازمين انتهى * وقال في ترجمة ابن الهمام اعتنى ابن الهمام بشرح الهداية لكنه لم يوفق للتكميل ثم اعتنى بتكميله أستاذنا مرجع الأعلام منبع الفضائل والمفاخر المفتى يومئذ في الممالك العثمانية شمس الدين أحمد بن القاضي بدر الدين ولقد كنت في سالف الزمان في مدرسة مراد خان ببروسا قرأت عليه وكان مدرساً فيها شرح المفتاح وكتب هو حاشية على شرح المفتاح انتهى وذكر في ترجمة أبي بكر بن الحاج خير الدين الكفوى أن أول سفره من بلدة كفو إلى قسطنطينية في عنفوان الشباب سنة ٩٤٩ وذكر في ترجمة الكورانى أنه كان مدرساً في سنة ٩٦١ بمدرسة الكوراني في قسطنطينية بعشرين درهما كل يوم وذكر في ترجمة طاهر بن قاسم أن من تصنيفه كتاب الجواهر طالعه ببلدة سينوب حين ابتلائه بقضائها وذكر في آخر الطبقات أن عمره حين صنفه ستون سنة