للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة ووالده شمس الدين أحمد كان من مشاهير العلم والتقوى وكان قد انتقل من أصفهان وهو وطنه المألوف إلى الجام بوقوع حوادث الأيام ثم انتقل إلى هراة وأقام بالمدرسة النظامية وحضر نور الدين الجامى هناك درس مولانا جند الأصولي وكانت الطلبة يقرؤن شرح المفتاح عنده وهو يفهمه مع أنه كان إذ ذاك صغير السن ثم حضر درس خواجه علي السمرقندي تلميذ السيد الشريف ثم حضر درس مولانا شهاب الدين محمد تلميذ التفتازاني وبرع في المعقول والمنقول ثم انتقلى إلى سمرقند وحضر درس القاضى موسى الرومى شارح ملخص الهيئة وباحث معه في أول الملاقة فغلب عليه وحكى مولانا فتح الله التبريزى (١) صدر الصدور من حضرة الغ بيك أن القاضى الرومى كان يمدح الجامي ويقول لم يأت في سمرقند منذ قام بناؤه مثل عبد الرحمن الجامى في جودة الطبع وحكي مولانا أبو يوسف السمرقندي تلميذ القاضي (٢) الرومى أنه لما جاء الجامى بسمرقند اشتغل بحضرة القاضي الرومى بشرح التذكرة فكان يباحث معه ويناقش كثيرًا فيما علق الرومي على شرح التذكرة تعليقات متفرقة وكان الرومي يصلحها وعرض الرومي شرحه لملخص الهيئة على الجامي فتصرف فيه تصرفات لم يصل إليها ذهن الرومي وحين ما كان الجامي بهراة باحث يومًا مع ملا علي القوشجى (٣) شارح التجريد فغلب عليه فقال


= النجوم والإنشاء وله مشاركة في سائر العلوم مع الفضلاء كان يشتغل بالوعظ في دار السيادة وغيرها بهراة وله تصانيف كثيرة منها جواهر التفسير والمواهب العلية وروضة الشهداء وأنوار السهلي ومخزن الإنشاء وأخلاق المحسنين وغير ذلك مات سنة ٩١٠ وله ولد اسمه فخر الدين عليّ قائم مقام أبيه في الوعظ والكمال مقيم بهراة بالعز والإقبال انتهى معربًا ملخصًا وفي كشف الظنون أيضًا جواهر التفسير فارسى لحسين بن عليّ الكاشفي المعروف بالواعظ البيهقى المتوفى سنة ٩١٠ انتهى.
(١) ذكره صاحب حبيب السير من علماء عصر السلطان أبي سعيد ابن السلطان حمد بن مير انشاه بن تيمور الذي جلس على سرير السلطنة بعد انقضاء دولة الغ بيك بن شاه رخ بن تيمور وابنه عبد اللطيف وقال كان ماهرًا في صنوف علوم المعقول والمنقول ممتاز المناصب الصادرة من السلطان أبي سعيد مشتغلا بمراسم الدرس والإفادة مات بهراة في ثالث ربيع الآخر من شهور سنة ٨٦٧.
(٢) هو موسى باشا بن محمد بن محمود المشهور بقاضي زاده الرومي شارح ملخص الجغميني وقد ذكرناه عند ذكر جده محمود قوجه أفندي في حرف الميم.
(٣) هو علاء الدين عليّ القوشجي شارح التجريد الجديد وستطلع على ترجمته في هذه التعليقات عند ترجمة خواجه زاده مصطفى البرسوي وهناك يعلم معنى القوشجي وقد ذكره صاحب حبيب السير في علماء عصر الغ بيك وقال كان أعلم علماء زمانه وأفضل علماء دورانه وكان في صباه منظور نظر الأمير الغ بيك ووصل بيمين تربيته إلى الدرجات العلية وكان الغ بيك يقول بكل شفقته أنه يطئ وربما يقعد ظئرًا من يده على يده بكمال خصوصية وهو معنى القوشجي فاشتهر به وبعد وفاة الغ نيك ارتحل القوشجى

<<  <   >  >>