كتاب مصابيح السنة

١٧ - كتاب الجهاد - [١ - باب] - ج: 3 - ص: 43

٢٨٧٦ - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ الرُّبَيِّع بنتَ البَراءِ (١) وهي أمُّ حارِثَةَ بنِ سُراقةَ أَتَتِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا نبيَّ اللَّه أَلَا تُحَدِّثُنِي عن حَارِثَةَ، وكانَ قُتِلَ يومَ بَدرٍ أصابَهُ سهمٌ غرْبٌ، فإنْ كانَ في الجَنَّةِ صبرتُ، وإنْ كَانَ غيرَ ذلكَ اجتهدتُ عليهِ في البكاءِ قال: يا أُمَّ حارِثَةَ إنها جِنانٌ في الجنَّةِ، وإنَّ ابنَكَ أصابَ الفِردوسَ الأعلى" (٢).

٢٨٧٧ - عن أنسٍ رضي اللَّه عنه قال: "انطلَقَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وأصحابهُ، حتَّى سَبقُوا المشركينِ إلى بدرٍ وجاءَ المشركونَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: قُومُوا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ، قالَ عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ (٣): بَخٍ بَخٍ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: ما يَحْمِلُكَ على قولكَ: بَخٍ بَخٍ؟ قال: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إلّا رجاءَ أنْ أكونَ من أهلِها، قال: فإنكَ مِن أَهلِهَا قال: فاخترجَ (٤) تمراتٍ فجَعَلَ يأكُلُ مِنْهُنَّ ثم قال: لئنْ أَنَا حَيِيتُ حتَّى آكُلَ تَمراتِي إنها لحَيَاةٌ طويلة قال: فَرَمَى بما كانَ معَهُ مِنَ التَّمر (٥) ثم قاتَلَهم حتَّى قُتِلَ" (٦).

---

(١) جاء في صحيح البخاري ٦/ ٢٦، قوله: "حدثنا أنس بن مالك، أنَّ أم الربيع بنت البراء، وهي أم حارثة بن سراقة" وقال ابن حجر في فتح الباري ما نصه: (قوله: "أنَّ أم الرُّبَيِّع بنت البراء، كذا لجميع رواة البخاري، وقال بعد ذلك: "وهي أم حارثة بن سراقة" وهذا الثاني هو المعتمد، والأول وهم نبَّه عليه غير واحد. . .، وإنما هي الرُّبَيِّع بنت النضر).
(٢) أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ٢٦، كتاب الجهاد (٥٦)، باب من أتاه سهمٌ غربٌ فقتله (١٤)، الحديث (٢٨٠٩)، قوله "سهمٌ غرب" أي: لا يُدْرَى راميه.
(٣) قال القاري في المرقاة ٤/ ١٧٨: (عُمَيُر، بالتصغير، ابن الحُمام، بضم الحاء المهملة، وتخفيف الميم. .، أحد بني سلمة، قيل: إنه أول من قُتِل من الأنصار في الإسلام، قتله خالد بن الأعلم، "بَخٍ بَخٍ" بفتح الموحدة وسكون الخاء المعجمة، وفي نسخة بالتنوين في الكلمتين، وهي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء).
(٤) كذا في مخطوطة برلين والمطبوعة، واللفظ عند سلم (فأخرج).
(٥) في المطبوعة، من التمرات، والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم.
(٦) أخرجه، مسلم في الصحيح ٣/ ١٥٠٩ - ١٥١١، كتاب الإمارة (٣٣)، باب ثبوت الجنة للشهيد (٤١)، الحديث (١٤٥/ ١٩٠١).