للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٨ - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه]

مِنَ الصِّحَاحِ:

٦٩٣ - عن مُعاوِيةَ بنِ الحَكَمِ السُّلَمِي أنه قالَ: "بَيْنا أَنا أُصَلِّي مَعَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسلم إذْ عَطَسَ رَجُلٌ، فَقَلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَماني القَوْمُ بِأَبْصارِهِمْ، فَقُلْتُ: ما شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ فَجَعلوا يَضْرِبُونَ بِأَيْديهمْ عَلى أَفْخاذِهِم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَني سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَبِأَبي هُوَ وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعليمًا مِنْهُ، واللَّهِ ما كَهَرَني (١) ولا ضَرَبَني وَلا شَتَمَني، قال: إنَّ هذهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فيها شَيءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إنَّما هِيَ التَّسْبيحُ والتَّكْبيرُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ -أو كما قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- قلتُ: يا رسول اللَّه! إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بِجاهِلِيَّةٍ، وقَدْ جاءَ اللَّهُ بالإِسْلامِ، وإِنَّ مِنّا رِجالًا يَأْتُونَ الكُهّان؟ قالَ: فَلا تَأْتِهِمْ، قُلتُ: ومِنّا رِجالٌ يَتَطَيَّرُونَ؟ قالَ: ذاكَ شَيءٌ يَجِدُونَهُ في صُدورِهِمْ، فَلا يَصُدَّنَّهُمْ، قلتُ: ومِنّا رِجالٌ يَخُطُّونَ؟ قالَ: كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبياءِ يَخُطُّ فَمَنْ وافَقَ خَطَّهُ فَذاكَ" (٢).


(١) تصحفت في المطبوعة إلى: (نهرني) وهما بمعنى واحد، ومعنى كهرني أي زجرني.
(٢) أخرجه مسلم في الصحيح ١/ ٣٨١ - ٣٨٢، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٥)، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته (٧)، الحديث (٣٣/ ٥٣٧). وقوله: "يَتَطَيَّرُون" قال في "النهاية": الطِيَرَةُ بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء. قال القاري في المرقاة: وقوله: "شيء يجدونه في صدورهم" يعني هذا وَهْمٌ ينشأ من نفوسهم ليس له تأثير في اجتلاب نفع أو ضر، وإنما هو شيء يسوّله الشيطان، وقوله: "خَطَّهُ" بالنصب على الأصح ونقل السيد جمال الدين عن البيضاوي أن المشهور خطه بالنصب فيكون الفاعل مضمرًا وروي مرفوعًا فيكون المفعول محذوفًا، اهـ. أي من وافق خطُّه خطَّه أي خطَّ ذلك النبي في الصورة والحالة وهي قوة الخاط في الفراسة وكماله في العلم والعمل الموجبين لها وقال ابن حجر أي في الصورة وقوة الفراسة التي هي نور في القلب يلقيه اللَّه فيه حتَّى ينكشف له بعض المغيبات عيانًا وإنما نشأ ذلك عن التحلي بكمال مَرْتَبَتَيْ العلم والعمل كما يشير إليه قوله عليه الصلاة =

<<  <  ج: ص:  >  >>