كتاب مصابيح السنة

٢٣ - كتاب الآداب - ١٥ - باب الشفقة والرحمة على الخلق - ج: 3 - ص: 366

الشرِّ أَنْ يحقِرَ أخاهُ المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، دمُه ومالُه وعرضُه" (١).

٣٨٥٧ - وقال: "أهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مُقْسِطٌ متصدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلبِ لكلِّ ذي قُربَى ومسلمٍ، وعفيفٌ متعفِّفٌ ذو عيالٍ، وأهلُ النَّارِ خمسةٌ: الضعيفُ الذي لا زَبْرَ لهُ، الذينَ هم فيكم تَبَعٌ، لا يَبغُونَ أهلًا ولا مالًا، والخائنُ الذي لا يَخْفَى له طمعٌ وإنْ دَق إلّا خانَهُ، ورجلٌ لا يُصبِحُ ولا يُمسي إلّا وهو يُخادِعُكَ عن أهلِكَ ومالِكَ، وذكرَ البخلَ والكذبَ، والشِّنظيرُ الفَحَّاشُ" (٢).

٣٨٥٨ - وقال: "والذي نفسي بيدِه لا يؤمنُ عبدٌ حتَّى يحبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسِه" (٣).

---

(١) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح ٤/ ١٩٨٦، كتاب البر. . . (٤٥)، باب تحريم ظلم المسلم. . . (١٠)، الحديث (٣٢/ ٢٥٦٤)، وأخرج أصله دون ذكر الشاهد منه، البخاري في الصحيح ٩/ ١٩٨، كتاب النكاح (٦٧)، باب لا يخطب على خطبة. . . (٤٥)، الحديث (٥١٤٣).
(٢) أخرجه من رواية عِيَاض بن حِمَار المجاشعي رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح ٤/ ٢١٩٧ - ٢١٩٨، كتاب الجنة. . . (٥١)، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا. . . (١٦)، الحديث (٦٣/ ٢٨٦٥) ضمن رواية مطوَّلة، قوله: "زبر" تحرفت في المطبوعتين إلى (وبر)، والصواب ما أثبتناه كما في الأصل المخطوط، ق ٢٢٣/ أ، وقي صحيح مسلم، والزَبْر: بفتح الزاي وسكون الموحدة، أي لا رأي له ولا عقل كاملًا يمنعه، قوله: "لا يبغون أهلًا" أي لا يطلبون زوجة، فأعرَضُوا عن الحلال، وارتكبوا الحرام، قوله: "وإن دقَّ إلَّا خانه" هو إغراق في الطمع والخيانة، قوله: "الشِّنْظِيرُ" بكسر الشين والظاء المعجمتين بَيْنَهُمَا نون ساكنة، السيء الخلق، والفحَّاش: المكثر للفحش.
(٣) متفق عليه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح ١/ ٥٦ - ٥٧، كتاب الإِيمان (٢)، باب من الإِيمان أنْ يحب لأخيه. . . (٧)، الحديث (١٣)، وأخرجه مسلم في الصحيح ١/ ٦٨، كتاب الإيمان (١)، باب الدليل على أنَّ من خصال الإيمان. . . (١٧)، الحديث (٧٢/ ٤٥) واللفظ له.