كتاب مصابيح السنة

٢٤ - كتاب الرقاق - ٥ - باب التوكل والصبر - ج: 3 - ص: 446

مِنَ الحِسَان:

٤٠٩٢ - عن عمر بن الخطَّاب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لوْ أنَّكُمْ تتوكَّلونَ على اللَّه حقَّ توكَلِهِ لَرزقكُمْ كما يرزُقُ الطيرَ تَغْدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا" (١).

٤٠٩٣ - عن عبد اللَّه بن مسعود عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "يا أيُّها النَّاسُ ليسَ منْ شيءٍ يُقرِّبُكُمْ إلى الجنَّةِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إلَّا قدْ أمرتُكُمْ بهِ، وليسَ شيءٌ يُقربُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ الجنَّةِ إلَّا قدْ نَهيتُكُمْ عنهُ وإنَّ الرُّوحَ الأمينَ -ويُروى: وأنَّ رُوحَ القُدُسِ- نفثَ في رُوعِي أنَّ نفْسًا لنْ تموتَ حتَّى تَستكمِلَ رِزْقَها، ألا فاتَّقُوا اللَّه وأجمِلُوا في الطلَب، ولا يَحمِلَنَّكُمُ استبطاءُ الرزْقِ أنْ تَطلُبوهُ بمعاصي اللَّه، فإنَّهُ لا يُدرَكُ ما عِندَ اللَّه إلَّا بطاعتِهِ" (٢).

٤٠٩٤ - عن أبي ذَرّ عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الزَّهادَةُ في الدُّنْيا ليستْ بتحريمِ الحلالِ ولا إضاعةِ المالِ، ولكنِ الزَّهادَةُ في الدُّنْيا أنْ لا تكونَ بما في يَديْكَ أوْثَقَ مِمَّا في يَدَي اللَّه، وأنْ تكونَ في

---

(١) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٣٠، ٥٢، والترمذي في السنن ٤/ ٥٧٣، كتاب الزهد (٣٧)، باب في التوكل على اللَّه (٣٣)، الحديث (٢٣٤٤)، وقال: (حسن صحيح)، وعزاه للنسائي في الرقائق، المزيّ في تحفة الأشراف ٨/ ٧٩، الحديث (١٠٥٨٦)، وأخرجه ابن ماجه في السنن ٢/ ١٣٩٤، كتاب الزهد (٣٧)، باب التوكل واليقين (١٤)، الحديث (٤١٦٤)، والحاكم في المستدرك ٤/ ٣١٨، كتاب الرقاق، باب لو أنكم توكلتم على اللَّه. وخماصًا: جمع خميص أي جياعًا. وبطانًا: أي شباعًا.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤، كتاب البيوع، باب خذوا ما حلّ ودعوا ما حرم، وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٣/ ١٤٥٨، الحديث (٥٣٠٠/ ٦)، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة ١٤/ ٣٠٣ - ٣٠٤، كتاب الرقاق، باب التوكل على اللَّه عزَّ وجلَّ، الحديث (٤١١١) و (٤١١٢) و (٤١١٣).