كتاب مصابيح السنة

٢٦ - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق - ٤ - باب الحوض والشفاعة - ج: 3 - ص: 550

٤٣٣٢ - وقال عليه السلام: "يَخلُصُ المؤمنونَ مِنَ النَّارِ، فيُحْبَسونَ على قَنطَرة بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، فيُقْتَصُّ لبعضِهِمْ منْ بعض مَظالِمُ كانتْ بينَهُمْ في الدُّنْيا، حتَّى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِنَ لهُمْ في دُخولِ الجنَّةِ، فوالّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدِهِ لَأحدُهُمْ أهدَى لمنزلهِ في الجنَّةِ منهُ لمنزلهِ كانَ في الدُّنْيا" (١).

٤٣٣٣ - وقال عليه السلام: "لا يدخلُ أحدٌ الجنَّةَ إلّا أُرِيَ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ لوْ أساءَ لِيزدادَ شُكرًا ولا يدخُلِ النَّارَ أحد إلَّا أُريَ مقعدَهُ مِنَ الجنَّةِ، لوْ أحسنَ ليكونَ عليهِ حَسْرةً" (٢).

٤٣٣٤ - وقال عليه السلام: "إذا صارَ أهلُ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ وأهلُ النَّارِ إلى النَّارِ جيءَ بالموتِ حتَّى يُجعلَ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، ثمَّ يُذبحُ ثمّ يُنادِي مُنادٍ: يا أهلَ الجنَّةِ لا موتَ، ويا أهلَ النَّارِ لا موتَ، فيزدادُ أهلِ الجنَّةِ فَرَحًا إلى فرَحِهم، ويزدادُ أهل النَّار حُزنًا إلى حُزنِهم" (٣).

مِنَ الحِسَان:

٤٣٣٥ - عن ثَوْبان عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "حَوْضي من عَدَنَ إلى عَمَّانَ البَلْقاءِ، ماؤُهُ أشدُّ بياضًا مِنٍ اللَّبَنِ وأحلَى مِنَ العَسَلِ، وأكوابُهُ عددُ نُجومِ السماءِ، مَنْ شَرِبَ منه شَرْبةً لمْ يظمأْ بعدَها أبدًا، أوَّلُ

---

(١) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح ٥/ ٩٦، كتاب المظالم (٤٦)، باب قصاص المظالم (١)، الحديث (٢٤٤٠)، وفي ١١/ ٣٩٥، كتاب الرقاق (٨١)، باب القصاص يوم القيامة. . . (٤٨)، الحديث (٦٥٣٥).
(٢) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح ١١/ ٤١٨، كتاب الرقاق (٨١)، باب صفة الجنة والنار (٥١)، الحديث (٦٥٦٩).
(٣) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح ١١/ ٤١٥، كتاب الرقاق (٨١)، باب صفة الجنة والنار (٥١)، الحديث (٦٥٤٨)، ومسلم في الصحيح ٤/ ٢١٨٩، كتاب الجنة (٥١)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (١٣)، الحديث (٤٣/ ٢٨٥٠).