للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال للنّار: إنَّما أنتِ عَذابي أُعذِّبُ بكِ مَنْ أشاءُ مِنْ عِبادِي، ولكُلِّ واحدَةٍ منكما مِلْؤُها، فأمّا النّارُ فلا تمتلئُ حتَّى يضعَ اللَّه رجلَهُ فيها (١)، وتقول قَطْ قَطْ قَطْ، فهنالكَ تمتلئُ ويُزْوَى بعضها إلى بعضٍ فلا يظلمُ اللَّه مِنْ خلقِهِ أحدًا، وأمّا الجنّةُ فإنَّ اللَّه يُنشئُ لها خَلْقًا" (٢).

٤٤٢٠ - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا تزالُ جهنَّمُ يُلقَى فيها وتقول: {هَلْ مِنْ مَزيدٍ} (٣) حتَّى يضعَ ربُّ العِزَّةِ فيها قدَمَهُ فيَنْزَوِي بعضُها إلى بعض وتقول: قَطْ قَطْ بعزَّتكَ وكرمِكَ، ولا يزالُ في الجنَّةِ فضْلٌ حتَّى يُنشِئَ اللَّه لها خَلقًا فيُسكِنَهُمْ فضْلَ الجنَّةِ" (٤).


(١) قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ١٧/ ١٨٢: وفي الرواية التي بعدها -أي حديث أنس الآتي- "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتَّى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه، فتقول: قط قط". وفي الرواية الأولى "فيضع قدمه عليها". هذا الحديث من مشاهر أحاديث الصفات وقد سبق مرات بيان اختلاف العلماء فيها على مذهبين: أحدهما وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين أنَّه لا يتكلم في تأويلها بل نؤمن أنها حق على ما أراد اللَّه ولها معنى يليق بها وظاهرها غير مراد، والثاني وهو قول جمهور المتكلمين أنها تتأول بحسب ما يليق بها".
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٨/ ٥٩٥، كتاب التفسير (٦٥)، تفسير سورة ق (٥٠)، باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (١)، الحديث (٤٨٥٠)، ومسلم في الصحيح ٤/ ٢١٨٦، كتاب الجنّة (٥١)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (١٣)، الحديث (٣٦/ ٢٨٤٦)، قوله "سقطهم" أي ضعفاؤهم والمتحقرون منهم، و"غرتهم" أي البله الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في أمور الدنيا، ومعنى "قط" حسبي أي يكفيني هذا وفيه ثلاث لغات: بإسكان الطاء وبكسرها منونة وغير منونة، ومعنى "يُزوى" يضم بعضها إلى بعض فتجتمع وتلتقي على من فيها (النووي، شرح صحيح مسلم ١٧/ ١٨١ - ١٨٢).
(٣) سورة ق (٥٠)، الآية (٣٠).
(٤) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٨/ ٥٩٤، كتاب التفسير (٦٥)، تفسير سورة ق (٥٠)، باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (١)، الحديث (٤٨٤٨)، وفي ١١/ ٥٤٥، كتاب الأيمان والنذور (٨٣)، باب الحلف بعزة اللَّه وصفاته وكلماته (١٢)، الحديث (٦٦٦١)، وفي ١٣/ ٣٦٩، كتاب التوحيد (٩٧)، باب قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}. . . (٧)، الحديث (٧٣٨٤)، ومسلم في الصحيح ٤/ ٢١٨٨، كتاب الجنّة (٥١)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (١٣)، الحديث (٣٨/ ٢٨٤٨) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>