للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَرجَتْ مِنَ البحرِ فهَلَكَتْ" (١).

٤٥٧٦ - وقال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنه: "إنَّ ضِمادًا (٢) قَدِمَ مكّةَ، وكان منْ أزْدِ شَنُوأَةَ، وكانَ يَرْقي مِنْ هذِه (٣) الرِّيحِ، فَسَمِعَ سُفَهاءَ أهْلِ مكّةَ يقولونَ: إنَّ محمّدًا مَجنونٌ، فقال: لوْ أنِّي رأيتُ هذا الرجلَ لَعلَّ اللَّه يَشْفِيهِ على يَدَيَّ، قال: فلِقَيَهُ فقال: يا محمّدُ إنِّي أَرْقِي منْ هذا الريح فهلْ لكَ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ الحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ ونستَعينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّه فلا مُضلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وحدَهُ لا شَريكَ لهُ وأنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، أمّا بَعْدُ. فقالَ: أعِدْ عليَّ كلِماتِكَ هؤلاء، فأعادَهُنَّ عليهِ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثَلاثَ مرّاتٍ، فقال: لقدْ سَمِعت قولَ الكَهَنَةِ وقولَ السَّحَرَةِ وقولَ الشُّعَراءِ، فما سَمِعتُ مِثْلَ كلِماتِكَ هؤلاءَ، ولقدْ بلَغْنا قامُوسَ البحرِ (٤)، هاتِ يَدَكَ أُبايعْكَ على الإسلامِ. قال: فبايَعَهُ" (٥) (٦).


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ١٠، كتاب الجهاد (٥٦)، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (٣)، الحديث (٢٧٨٨)، وفي ١١/ ٧٠ - ٧١، كتاب الاستئذان (٧٩)، باب من زار قومًا فقال عندهم (٤١)، الحديث (٦٢٨٢)، وأخرجه مسلم في الصحيح ٣/ ١٥١٨، كتاب الإمارة (٣٣)، باب فضل الغزو في البحر (٤٩)، الحديث (١٦٠/ ١٩١٢). وتفلي رأسه: تفتش شعر رأسه. وثبج البحر: هو ظهره ووسطه (النووي، شرح صحيح مسلم ١٣/ ٥٨).
(٢) هو ضِماد بن ثعلبة الأزدي -أزد شنوءة- رضي اللَّه عنه: صحابي، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة ١/ ٢٧٢، الترجمة (٢٨٦٤) وتصحف اسمه عنده إلى ضمار، فليُحَرَّر.
(٣) تصحفت في المطبوعة إلى: (هذا) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم.
(٤) كذا في الأصل المطبوع، ولفظ مسلم "ناعوس البحر". قال النووي في شرح صحيح مسلم ٦/ ١٥٧: (ضبطناه بوجهين أشهرهما ناعوس بالنون والعين، هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا، والثاني قاموس بالقاف والميم، قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه، وقال ابن دريد: لجته).
(٥) أخرجه مسلم في الصحيح ٢/ ٥٩٣، كتاب الجمعة (٧)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (١٣)، الحديث (٤٦/ ٨٦٨).
(٦) وهذا الباب خال عن أحاديث الحسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>