للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه وسلم: "ففَرَض اللَّه على أُمَّتي خَمسينَ صلاةً، فرجَعْتُ حتَّى مَرَرْتُ على مُوسَى، فراجَعَني، فوَضَعَ شَطْرَها. وقالَ في الآخر: فراجَعْتُهُ فقال: هِيَ خَمسٌ وهي خمسونَ، ما يُبَدَّلُ القولُ لَدَيَّ فرجَعْتُ إلى مُوسَى فقال: راجِعْ ربَّكَ، فقلتُ: اسْتَحْيَيْتُ منْ ربِّي. ثمَّ انطلق (١) بي حتَّى انتهى بي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وغَشِيَها ألْوانٌ لا أدْرِي ما هِيَ، ثمَّ أُدْخِلْتُ الجنَّةَ فإذا فيها جنابذُ (٢) اللؤُلؤِ، وإذا تُرابُها المِسْكُ" (٣).

٤٥٨٠ - عن عبد اللَّه قال: "لمَّا أُسرِيَ برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انتُهِيَ بهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهيَ في السَّماءِ السّادِسَة (٤) إليها يَنتهِي ما يُعْرَجُ به مِنَ الأرضِ فيُقبَضُ منها، وإليها يَنتهي ما يُهْبَطُ بهِ مِنْ فوقها فيُقْبَضُ


(١) حصل خطأ في ترتيب صفحات مخطوطة برلين ابتداء من هذا الموضع، وقع به مُرَقِّمُ الصفحات بالأرقام الأجنبية، وقد أخذت هذه الصفحة الرقم (٢٨٦/ ب).
(٢) الجَنابِذ: هي القباب واحدتها جنبذة. ووقع في كتاب الأنبياء من صحيح البخاري كذلك -أي جنابذ-، ووقع في أول كتاب الصلاة منه "حبائل" قال الخطابي وغيره: هو تصحيف، واللَّه أعلم (النووي، شرح صحيح مسلم ٢/ ٢٢٢ - ٢٢٣).
(٣) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ١/ ٤٥٨ - ٤٥٩، كتاب الصلاة (٨)، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء (١)، الحديث (٣٤٩)، وفي ٦/ ٣٧٤، كتاب الأنبياء (٦٠)، باب ذكر إدريس عليه السلام (٥)، الحديث (٣٣٤٢)، وأخرجه مسلم في الصحيح ١/ ١٤٨ - ١٤٩، كتاب الإيمان (١)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات (٧٤)، الحديث (٢٦٣/ ١٦٣).
(٤) تحرفت في المطبوعة إلى "السابعة" والتصويب من المخطوطة، وشرح السنة ١٣/ ٣٤٩، ولفظ مسلم ". . . وهي في السماء السادسة. . . " قال النووي في شرح صحيح مسلم ٣/ ٢: (كذا هو في جميع الأصول "السادسة" وقد تقدَّم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة، قال القاضي: كونها في السابعة هو الأصح وقول الأكثرين وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى. قلت: ويمكن أن يجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة، فقد علم أنها في نهاية من العظم، وقد قال الخليل رحمه اللَّه: هي سدرة في السماء السابعة قد أظلّت السماوات والجنة، وقد تقدَّم ما حكيناه عن القاضي عياض رحمه اللَّه في قوله: إن مقتضى خروج النهرين الظاهرين النيل والفرات من أصل سدرة المنتهى أن يكون أصلها في الأرض، فإن سلم له هذا أمكن حمله على ما ذكرناه واللَّه أعلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>