للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويَخرُجونَ على حِينِ (١) فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ. قالَ أبو سعيد: أشهدُ أنِّي سمعتُ هذا الحديث منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأشهدُ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ رضي اللَّه عنه قاتَلَهُمْ وأنا معَهُ، فأمرَ (٢) بذلكَ الرَّجُلِ فالتُمِسَ، فأتِيَ بهِ حتَّى نَظرتُ إليهِ على نَعْتِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم الذي نَعَتَهُ" (٣). وفي رواية: "أقبَلَ رجلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، ناتِئُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِف الوَجْنَتَيْنِ، مَحْلوقُ الرأسِ، فقال: يا محمّدُ اتَقِ اللَّه قال: فمَنْ (٤) يُطيعُ اللَّه إذا عَصَيْتُهُ، فَيَأْمَنُني اللَّهُ على أهلِ الأرضِ ولا تأْمَنونني. فسألَ رجلٌ قَتْلَهُ فمنعَهُ، فلمّا ولَّى قال: إنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هذا قومًا يَقرأُونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقونَ مِنَ الإِسلامِ مُروقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فيَقتلونَ أهلَ


(١) كذا في المخطوطة، وفي لفظ المؤلف في شرح السنة عند البخاري ومسلم. والعبارة في المطبوِعة: (خَيْر فِرقَةٍ)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ٦/ ٦١٩ (وفي رواية الكشمهيني على خَيْر، بخاءِ معجمة وراء، أي أفضل، وفِرقة بكسر الفاء أي طائفة، وهي رواية الإِسماعيلي، ويؤيّد الأول -حين فرقة- حديث مسلم).
(٢) أي عليّ رضي اللَّه عنه.
(٣) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ٦١٧ - ٦١٨، كتاب المناقب (٦١)، باب علامات النبوة في الإِسلام (٢٥)، الحديث (٣٦١٠)، وفي ١٠/ ٥٥٢، كتاب الأدب (٧٨)، باب ما جاء في قول الرجل: ويلك (٩٥)، الحديث (٦١٦٣). وأخرجه مسلم في الصحيح ٢/ ٧٤٤، كتاب الزكاة (١٢)، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (٤٧)، الحديث (١٤٨/ ١٠٦٤)، قوله: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" قال القاضي: معناه يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شيء منه، والرمية هي الصيد المرمي. الرِّصاف: هو مدخل النصل من السهم. والنصل: هو حديدة السهم والقِدْح: عوده. والقُذذ: هو ريش السهم. والبضعة: هي القطعة من اللحم، وتدردر: معناه تضطرب وتذهب وتجيء. (النووي، شرح صحيح مسلم ٧/ ١٥٩ - ١٦٦). والتراقي: جمع ترقوة وهي العظام بين نقرة الحلق والعاتق. وقوله: "قد سبق الفرث والدم" أي مرّ عليهما، والمعنى كما نفذ السهم في الرمية بحيث لم يتعلق به شيء من الروث والدم كذلك دخول هؤلاء في الإسلام ثم خروجهم منه سريعًا بحيث لم يؤثر فيهم. والْتُمسَ: أي طُلِبَ. وآيتهم: أي علامتهم.
(٤) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة: (فقال: من يطيع اللَّه) وهو الموافق للفظ البخاري، والعبارة عند مسلم: (قال: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فمن يُطع اللَّه).

<<  <  ج: ص:  >  >>