للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وَجَدْنا فرسَكُمْ هذا بَحْرًا. فكانَ بعدَ ذلكَ لا يُجارَى" (١). وفي رواية: "فما سُبِقَ بعدَ ذلكَ اليوم" (٢).

٤٦٢١ - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "تُوفِّي أبي وعليهِ دَيْنٌ، فعَرَضْتُ على غُرَمائِهِ أنْ يَأْخذُوا التمرَ بما عليهِ فأبَوْا، فأتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقلتُ: قدْ علِمْتَ أنَّ والِدي (٣) استُشْهِدَ يومَ أُحُدٍ وتركَ دَيْنًا كثيرًا، وإنِّي أُحبُّ أنْ يَراكَ الغرَماءُ، فقالَ لي: اذهَبْ فبَيْدِرْ كُلَّ تمرٍ على ناحِيةٍ. ففعلتُ، ثُمَّ دعَوْتهُ، فلمَّا نَظَروا إليهِ كأنَّهُمْ أُغْروا بي تلكَ الساعةَ، فلمَّا رأَى ما يَصنعونَ طافَ حولَ أعظَمِها بَيْدَرًا ثلاثَ مرَاتٍ، ثُمَّ جَلَس عليهِ، ثمَّ قال: ادْعُ لي أصحابَكَ. فما زالَ يَكِيلُ لهُمْ حتَّى أدَّى اللَّهُ عنْ والِدي أمانَتَهُ، وأنا أَرْضى أنْ يُؤَدِّيَ اللَّه أمانَةَ والِدي ولا أرجِعَ إلى أَخَواتِي بتمرةٍ، فسَلَّمَ اللَّه البَيادِرَ كُلَّها حتَّى أنِّي أنظُرُ إلى البَيْدَرِ الذي كانَ عليهِ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم كأنَّها لمْ تَنْقُصْ تَمرةً واحِدةً" (٤).


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ٧٠، كتاب الجهاد (٥٦)، باب الفرس القطوف (٥٥)، الحديث (٢٨٦٧) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح ٢/ ١٨٠٤ - ١٨٠٣، كتاب الفضائل (٤٣)، باب في شجاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وتقدّمه للحرب (١١)، الحديث (٤٨/ ٢٣٠٧)، ويقطف: أي يمشي مشيًا ضيقًا يتقارب خطاه. وبحرًا: أي جلدًا، سمي بحرًا لأنّ جريه لا ينفد كما لا ينفد ماء البحر، وقوله: "لا يُجارى" أي لا يقاوم في الجري ولا يسبق.
(٢) أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ١٢٣، كتاب الجهاد (٥٦)، باب السرعة والركض في الفزع (١١٧)، الحديث (٢٩٦٩).
(٣) في المطبوعة زيادة (قد)، وهي في رواية البخاري التي في كتاب المغازي، وليست عند المؤلف في شرح السنة ١٣/ ٣٠٢، ولا في سائر ألفاظ البخاري.
(٤) أخرجه البخاري في الصحيح ٤/ ٣٤٤، كتاب البيوع (٣٤)، باب الكيل على البائع والمعطي (٥١)، الحديث (٢١٢٧)، وفي ٥/ ٣١٠، كتاب الصلح (٥٣)، باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث (١٣)، الحديث (٢٧٠٩)، وفي ٥/ ٤١٣، كتاب الوصايا (٥٥)، باب قضاء الوصيّ ديون الميِّت بغير محضر من الورثة (٣٦)، الحديث (٢٧٨١)، وفي ٧/ ٣٥٧، كتاب المغازي (٦٤)، باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران (٣)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>