لكن روي هذا الحديث من وجه آخر عن رفاعة ليس فيه ذكر العطاس. ولفظه: "كنا يومًا نُصَليِّ وراء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع اللَّه لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد. . . ". أخرجه البخاري في الصحيح ٢/ ٢٨٤، كتاب الأذان (١٠)، باب (١٢٦)، الحديث (٧٩٩). وأخرجه من هذا الوجه أيضًا أحمد في المسند ٤/ ٣٤٠ في مسند رفاعة بن رافع الزرقي رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن ١/ ٤٨٨، كتاب الصلاة (٢)، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (١٢١)، الحديث (٧٧٠). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن ٢/ ١٩٦، كتاب التطبيق (١٢)، باب ما يقول المأموم إذا رفع رأسه من الركوع (٢٢). وقد أجاب الحافظ ابن حجر عن اختلاف الحديثين في فتح الباري ٢/ ٢٨٦ فقال: (قال ابن بشكوال: هذا الرجل هو رفاعة بن رافع راوي الخبر، ثمَّ استدل على ذلك بما رواه النسائي وغيره عن قتيبة عن رفاعة بن يحيى الزرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة عن أبيه قال: "صليت خلف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فعطست فقلت: الحمد للَّه" الحديث، ونوزع في تفسيره به لاختلاف سياق السبب والقصة، والجواب أنه لا تعارض بينهما بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه، وأما ما عدا ذلك من الاختلاف فلا يتضمن إلا زيادة لعل الراوي اختصرها كما سنبينه، وأفاد بشر بن عمر الزهراني في روايته عن رفاعة بن يحيى أن تلك الصلاة كانت المغرب). (٢) أخرجه الترمذي في السنن ٢/ ٢٠٦، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية التثاؤب في الصلاة (٢٧٣)، الحديث (٣٧٠) وقال: (حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح). وتقدم تخريجه في قسم الصحاح عن مسلم، الحديث (٧٠٠) لكن بدون قوله: "في الصلاة".