للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المرجِ أو الروضةِ كانَ له حَسَنَاتٍ، ولو أنه انقطعَ طِيَلُها فاستَنَّتْ شَرَفًا (١) أو شَرَفَيْنِ كانتْ آثارُها وأرواثُها حسناتٍ له؛ ولو أنها مَرَّت بنهرٍ فَشَرِبَتْ منه ولم يُردْ أنْ يسقيَها كانَ ذلك حسناتٍ له، وأمَّا الذي هي له سِتْرٌ (٢): فرجلٌ ربطَها تَغَنيًا وتَعَففًا ثم لم يَنْسَ حَقَّ اللَّه تعالى في رِقابِها ولا ظهورِها فهي له سترٌ، وأما الذي هي عليه وِزرٌ: فرجلٌ ربطَها فخرًا ورياءً ونِواءً (٣) لأهلِ الإِسلام، فهي على ذلك وِزرٌ، وسُئلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن الحُمُرِ؟ فقال: ما أنزِلَ عليَّ فيها شيءٌ إلا هذه الآيةُ الفاذَّةُ الجامعةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} (٤) " (٥).

١٢٤٥ - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن آتَاهُ اللَّه مالًا فلَم يؤدِّ زَكاتَهُ مُثلَ له مالُه يومَ القيامةِ شجاعًا أقرعَ له زبيبتانِ، يُطَوِّقُه ثم يأخذُ منه (٦) بِلِهْزِمَتَيهِ -يعني شِدْقيه- يقول: أنا مالِكُ أنا كنزُكَ ثم تلا هذه الآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} (٧) الآية" (٨).


(١) قال القاري في مرقاة المفاتيح ٢/ ٤١٤: ("فاستنَّت" بتشديد النون أي: عَدَتْ ومَرَجَتْ ونشطت لمراحها. . .، "شَرفًا من الأرض" أي مرتفعًا).
(٢) في مخطوطة برلين: (وأما الذي هي ستر له)، وهذه العبارة مقدّمة في صحيح مسلم على الذي له أجر.
(٣) قال القاري في مرقاة المفاتيح ٢/ ٤١٣ "نِواء" بكسر النون والمد، والواو بمعنى منازعة ومعاداة).
(٤) سورة الزلزلة (٩٩)، الآية (٧ - ٨).
(٥) أخرجه مسلم بطوله في الصحيح ٢/ ٦٨٠ - ٦٨٢ كتاب الزكاة (١٢)، باب إثم مانع الزكاة (٦)، الحديث (٢٤/ ٩٨٧)، وأخرجه البخاري بنحوه -من ذكر الإِبل والغنم- في الصحيح ٣/ ٢٦٧ كتاب الزكاة (٢٤)، باب إثم مانع الزكاة. . . (٣)، الحديث (١٤٠٢)، وأخرجه بمثله -من ذكر الخيل- في الصحيح ٦/ ٦٣ - ٦٤ كتاب الجهاد (٥٦)، باب الخيل ثلاثة. . . (٤٨)، الحديث (٢٨٦٠).
(٦) العبارة في مخطوطة برلين (ثم يأخذه بلهزمتَيْه)، وعبارة البخاري (ثمّ يأخذ بلَهْزِمَتَيْهِ).
(٧) سورة آل عمران (٣)، الآية (١٨٠).
(٨) أخرجه البخاري في الصحيح ٣/ ٢٦٨ كتاب الزكاة (٢٤)، باب إثم مانع الزكاة. . . (٣)، الحديث (١٤٠٣). قوله: (شِدْقَيْهِ) أي طَرَفَيْ فَمِهِ. و (زبيبتان) أي نقطتان سوداوان فوق العينين، وهو أخبث الحيّات.

<<  <  ج: ص:  >  >>