للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن حسن الخلق وطيب المعشر، لا يظهر في خطبة جمعة، أو إلقاء محاضرة، أو تأليف كتاب. إنما هو ممارسة عملية، وخلق فعلي، يظهر في تصرفات الفرد ومواقفه.

فهو سماحة في المعاملة، وعفو عن الإساءة، وبشاشة في الوجه، وطيب في الكلام، ورقة في العبارات، ورحمة بالضعفاء، وإجلال للوجهاء، واحترام للعلماء.

وهو كذلك، كف الأذى، وبذل الندى، ولين الجانب، وحسن الظن، والتماسُ العذر، وتتبعُ الحسنات، وتواضع مع الإخوان، وتغاضٍ عن السيئات، وترفعٌ عن الانتقام. ولو وضعت صفات المسلم والداعية كلها في باب حسن الخلق، لما أُبعدتِ النُجعة، ولا أخطأ الباحث.

نصوص وصور من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حسن الخلق:

ونظراً لما للخُلُق الحسن من أثر بالغ في حياة الناس، ومجتمعاتهم بعامة، وفي دعوة الداعية بخاصة. جاءت النصوص متواترةً بالحث على كل شعبة من شعب الخُلق الحسن والتحذير من ضدها.

وورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه من المواقف الصادقة، والحكايات المؤثرة، ما يترجم معنى حسن الخلق عمليًا، بما يثلج الصدور، ويجعلها أسوة لكل الدعاة إلى يوم القيامة.

ولما كان المقام لا يسمح بالسرد والإطالة، فللذكر يُكتفى ببعضها للإشارة.

قال تعالى: {وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ}. [القلم: ٤]

<<  <   >  >>