الخامس: يجوز للداعية - بل يجب عليه أحياناً - إذا دعت المصلحة، وتعين الأمر، أن يبدأ بالتمثيل، ويبين حكمه، أو يواكبه بالتأصيل، لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
ولكن ينبغي أن يكون حكيماً حين الحكم على التمثيل.
والقاعدة -هذه- إنما تقرر: الأصل، وطريقة الدعوة بعامة،
إن إغفال العمل بهذه القاعدة من الدعاة دفع كثيراً من المدعوين إلى النفور، إما لعدم فهمهم، وإما لشكهم بالدعاة، ودفع آخرين إلى الحيرة في الأقوال المتعارضة، لأنه لم يتبين له التأصيل الذي يستطيع به الترجيح بين الأقوال.
والناس في السّاحة الإسلامية - كما هو معلوم - متناقضون .. فهذا يقول عن فعل: إنه شرك، والآخر يقول - عن الفعل نفسه -: أنه جائز.
وذاك يقول: عن فعل: إنه بدعة، والآخر يقول عن الفعل نفسه: سنة.
فماذا يكون حال المدعوين غير المؤهلين - أعانهم الله -
وإن الدعوة إلى التأصيل تضع حداً لهذا التناقض، وتبين الحق من هذه الخلافات، وتسهل للدعاة الدعوة، وللمدعوين الهداية، والله المستعان.