قال ابن كثير - - عند هذه الآية ( ... وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد، وهو الإسلام، قال ابن عباس: ((ثم وقع الاختلاف بين الناس، وعُبدت الأصنام، والأنداد، والأوثان، فبعث الله الرسل بآياته، وبيناته وحججه البالغة، وبراهينه الدامغة، {لّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَىّ عَن بَيّنَةٍ .. })) (١). [الأنفال: ٤٢]
وهكذا كان منهج الأنبياء في دعوتهم {إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[هود: ٨٨]
ولما لم يكن نبي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد وُكِّلَت الدعوة إلى العلماء والدعاة من أمته، يعلِّمون الناس ما جهلوا، ويذكرونهم ما نسوا، ويهدونهم إلى صراط الله المستقيم، ومن هنا جاءت أهمية الدعوة، وأهمية تأصيلها، وجاءت أهمية دور الدعاة، وأهمية إعدادهم.