للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام مالك: ((ليس أحد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -)). (١)

وللإمام الشافعي أقوال كثيرة في هذا الشأن منها قوله: (فاتبعوها - أي السنة - ولا تلفتوا إلى قول أحد) (٢).

وقال الإمام أحمد - عندما استشاره امرء في تقليد أحد العلماء في عصره -: ((لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا ... )) (٣)

مفاسد الدعوة إلى الرجال:

ومما لا شك فيه أنه منذ أن بدأت الدعوة في الأمة إلى الرجال، بدأ التفرق في الدين، ووقع التنازع بين المسلمين.

وفي الدعوة إلى الأعيان مفاسد كثيرة غير التفرق، ليس هاهنا محل تفصيل لها .. ويكفي منها شراً؛ أنها تحصر الدين في رجل غير كامل ولا معصوم، فيضيع الدين .. فضلاً عن أنها تفرق الأمة، وتُحزِّب المسلمين، وتُحدثُ بينهم فتناً .. والواقع أكبر شاهد على ذلك، فقد طارت كل طائفة بشيوخها، ودعت كل فرقة إلى زعمائها .. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وأشنع من هذا، من يوالي ويعادي للاختلاف في الأشخاص، وفي الحكم عليهم، ويجعل هذا دينًا يدين لله عز وجل به.


(١) ابن عبد البر في الجامع (٢/ ٩١).
(٢) الهدي في ذم الكلام (٣/ ٤٧)، وابن عساكر (١٥/ ٩)، والنووي في المجموع (١/ ٦٣).
(٣) أبو داوود في مسائل الإمام أحمد (ص ٢٧٦)، كل أقوال الأئمة هذه نقلاً عن صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - للألباني، ومن أراد التوسع فليرجع إلى الكتاب المذكور ص (٢٢) وما بعدها.

<<  <   >  >>