للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: ((ما بال رجال كلما نفرنا في سبيل الله، تخلف أحدهم، عندهن .. )) (١) الحديث.

ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقواماً لا يحسنون الوضوء، ويَدَعون مواضع من أرجلهم لا يصيبها الماء، فقال: ((ويل للأعقاب من النار)) (٢).

فلم يحكم عليهم، ولا على أعقابهم، بل؛ لم يذكر أسماءهم، ولم يقل: ((ويل لكم))، أو ((ويل لأعقابكم)) مستعملاً كاف الخطاب.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يتكلم - أحيانا - بـ (نا) المتكلم، وهو لم يفعل الفعل، كما في خطبة الوداع: ((وأول ربا أضع ربانا - ربا عباس بن عبدالمطلب -)) (٣)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ما رابى قط.

فانظر إلى عظم هذه الأفعال التي فعلها هؤلاء المخطئون وما يفعله المنافقون؛ من الصلاة بغير طهور، ومن تركهم الجهاد واقترافهم لبعض الذنوب، فضلاً عن أذية بعضهم للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومع هذا كله .. لم يذكر أسماءهم، ولم يحذر من أعيانهم.

ولكنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحكم على الأعمال ويصححها. فمن هذا وغيره تستنبط القاعدة: ((نُصحّح ولا نُجرّح))، فهل من مدّكر ممن يخالف هذا؟ اللهم هُداك.


(١) رواه أحمد (٥/ ١٠٢) واللفظ له، ومسلم (١٦٩٢).
(٢) رواه البخاري (٦٠)، ومسلم (٢٤١).
(٣) رواه مسلم (١٢١٨).

<<  <   >  >>